خطاب الكراهية مازال يشكل مصدر قلق عالمي، خاصة وأن زمام السيطرة أصبح مفقوداً تجاه العنف الذي يبدأ بالكلمات «المحرضة»، حيث يشير مصطلح «خطاب الكراهية» في هذا السياق إلى شكل من أشكال الاتصال الذي يختصر من شخص أو مجموعة تعتمد على بعض الميزات مثل: العرق أو الجنسية أو الدين أو جوانب أخرى قد تؤدي إلى نشوب هذا الصراع الإنساني.

ورغم أن بعض الدول تمتاز بتنوعها العرقي والثقافي، وتحدد خطاب الكراهية في منطلقاتها، إلا أن هذا الخطاب من فترة لأخرى يظهر في موقف جديد في كل مكان حول العالم ليترك آثاره السلبية على نوعية الخطاب العام والسياسي منه، ما يجعل مجال تعزيز الثقافة والتفاهم أمراً بعيد المنال.

في هذا السياق، نصبح مضطرين لمعالجة خطاب الكراهية الكارثي عبر منظمات المجتمع المدني والهيئات الدولية والمراكز المعنية باستقرار الحوار العالمي والإنساني ونشر وتعميم ثقافة التسامح باكتشاف نزعات الكراهية مبكراً، وتحليل الاستراتيجيات التي تستخدم في بثها، ومد جسور الحوار الإنساني بما يحقق التفاعلات الاتصالية الإيجابية بين المجتمعات المتنوعة لمواجهة التأثيرات العنيفة التي تستبقيها خطابات الكراهية.

وبناء على ذلك رسخت المملكة ثقافة التسامح، وساهمت في تعزيز قيمه، ونبذ صور وملامح التطرف والكراهية والعنف؛ إيماناً منها بأن التسامح بين الناس أساس للتعايش، ومنهج حياة، ومن المبادئ الجامعة بين الأفراد لبناء حضارات، وتنظر المملكة للقيم الإسلامية السمحة كنهجٍ، حيث كان لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني دور رئيس في تعزيز هذه المفاهيم وترسيخها وجعلها جزءاً أصيلاً من ثقافة المجتمع.

وأنشأت المملكة، المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال»، الذي يعمل على تحجيم خطاب الكراهية ومحاصرة منابع الكراهية في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، ودعم ثقافة التعايش الإنساني بما يضمن مستقبلاً آمناً للأجيال المقبلة.

ويقوم مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ببذل الجهود الكبيرة على أعلى المستويات في إمداد وإيصال الرسالة الإنسانية العظمى نحو تعزيز ثقافة الحوار وترسيخ التعايش واحترام التنوع وقبول التعددية، إلى جانب دعوة القادة الدينيين الذي يحملون دوراً كبيراً في تعميم الرسالة التي ينتهجها المركز في إطار مشتركاتهم أن يبرّؤوا المفاهيم الدينية الداعية للسلام من الأفكار الخاطئة التي كثيراً ما تكون فادحة الخطورة.

كما تبنت رابطة العالم الاسلامي منهج الحوار مع أتباع الأديان وقدمت الجهود الكبيرة، حتى أصبح للرابطة دوراً رائداً في تقريب وجهات النظر بين الأطياف والمِلل، وصار لها اسم عالمي في كل أنحاء المعمورة.