وطننا الغالي يستحق رؤيته الواعدة باختلاف مبادراتها وتعدد برامجها وتنوع مشاريع منظومات قطاعاتها، فنحن يوميا نعيش حجم حراك خطواتها وقصة تحقق ثمرات نجاحها، كيف لا والتغيير الإيجابي الذي جاءت به غير مسبوق وقفزاته التنموية لافتة وألهمت البعيد قبل القريب، وكثير من النتائج الأولية المحققة تبشر بمرحلة نمو وازدهار نوعية للوطن في مجالات تنموية وملفات اقتصادية عدة، وفي ذلك رسالة تؤكد أن مسيرة أعمال هذه الرؤية المباركة تسير كما هو مخطط لها من قبل قيادتنا الرشيدة -أعزها الله- ونذكر في هذا المقام على سبيل المثال ما تحقق للوطن مؤخرا من موافقات دولية نوعية وغير مسبوقة ولكنها مستحقه وتعكس ما يحظى به وطننا العزيز وقيادته الحكيمة وشعبه الأبي من مكانة عالمية مرموقة، حيث يتزامن الاحتفال بوصول رؤية الوطن المباركة إلى تاريخها المستهدف ومحطتها النهائية، الاحتفاء كذلك باستقبال العالم في أكسبو السعودية (2030)، وفيما بعد تنظيم نسخة جديدة من كأس العالم واستقبال محبي وعشاق مونديال السعودية (2034) من أصقاع العالم كافة.

صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والذي صنع من الأحلام رؤية واعدة ومن المستحيلات واقعاً محسوس وفرصا متعددة ومشاريع متنوعة لخدمة الوطن ومواطنيه، استشرف المستقبل بما حبا الله سموه من رؤية ثاقبة لما يحتاجه الوطن من مشاريع حيوية وممكنات ضرورية تخدم مشاريع رؤية الوطن لتحقيق مستهدفاتها، عندما دشن سموه سابقا ناقلا جويا وطنيا جديدا بمسمى "طيران الرياض"، للتعزيز من موقع المملكة الاستراتيجي والرفع من القدرة التنافسية لشركات الطيران الوطنية لاستقطاب حصة جديدة من سوق الطيران الإقليمي والعالمي، ولكن وحتى يحين وقت مباشرة هذا الناقل الجديد لأعماله التشغيلية وتكتمل تجاريا، ويبدأ المنافسة في قطاعه بحلول عام (2030) كما هو متوقع، في اعتقادي أن ملف ارتفاع أسعار تذاكر الطيران الداخلي يحتاج لإعادة نظر وحلول جذرية ورؤية محفزة لأهمية الأثر الاقتصادي المترتب على معالجته، كي يواكب بدايةً ما يعيشه الوطن من حركة ملموسة وطفرة نوعية ووتيرة صاعدة في قطاعي السياحة والترفيه، فأسعار تذاكر الطيران ممكنٌ ومهيئ لتحويل الوطن لوجهة للسياحة والفعاليات الرياضية والترفيهية العالمية، وعامل مهم في تحسين مقومات جودة الحياة؛ حيث يمكن القول إنه ونتيجة لرؤية الوطن المباركة نجح قطاعا السياحة والترفيه بداية في تحقيق هجرة المواطنين العكسية، بل وحقق هذان القطاعان أرقاما عالمية نتيجة استقطاب عدد كبير من الزوار والسياح من خارج المملكة، مما يعد دليل على النجاحات والجدوى والمستقبل المشرق لهذين القطاعين في دعم حركة الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل، وسوف يكون هناك انعكاسات إيجابية أكثر على قطاعي السياحة والترفيه، إذا تم إعادة النظر في أسعار التذاكر الداخلية لدى الناقل الوطني وغيره من الناقلين، باعتباره عاملا محفزا لزيادة حركة الطيران الداخلي، وتحقيق هجرة عكسية جديدة من تسرب بعض المسافرين لمطارات الدول المجاورة بحثا عن أسعار أقل لتذاكر الطيران؛ فليس من المقبول في ظل ما تحقق لنا من نجاحات وزخم في قطاعي السياحة والترفيه أن يكون سعر تذكرة الطيران الداخلية لدى بعض الناقلين الجويين في السوق الوطني ضعف السعر المقرر لقيمة تذكرة دولية.