في غضون سنوات قليلة، شهدت المملكة تحولًا جذريًا جعلها محط أنظار العالم، وذلك بفضل القيادة الحكيمة والطموحة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء. منذ إطلاق رؤية 2030 في عام 2016، انطلقت المملكة في مسيرة تنموية شاملة تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، مما أسفر عن تحقيق إنجازات باهرة على مختلف الأصعدة.

في عام 2021، ارتفع صافي الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 257 % ليصل إلى 72.32 مليار ريال، مما يعكس الثقة العالمية المتزايدة في الاقتصاد السعودي. هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا السياسات الاقتصادية المستقرة والمبادرات الطموحة التي قادها الأمير محمد بن سلمان.

مشاريع عملاقة مثل “نيوم” و”البحر الأحمر” أصبحت رمزًا للتقدم والابتكار، حيث جذبت استثمارات ضخمة وأسهمت في تطوير البنية التحتية الحديثة. على سبيل المثال، مشروع “قطار الحرمين” الذي ساعد في تحسين شبكة النقل وتخفيف الضغط على الطرق.

التحول لم يقتصر على الاقتصاد فحسب، بل شمل أيضًا تحسين جودة حياة المواطنين. ارتفعت نسبة تملك السعوديين للمساكن من 47 % في عام 2016 إلى 60 % بحلول عام 2020، مما يعكس التزام القيادة بتوفير حياة كريمة ومستقرة لجميع المواطنين.

المرأة السعودية حظيت بنصيب وافر من هذا التحول، حيث شهدت المملكة إصلاحات اجتماعية مهمة، منها تمكين المرأة ومنحها المزيد من الحقوق والمشاركة الفعّالة في سوق العمل.

القيادة السعودية لم تكتفِ بالتحولات الداخلية، بل سعت أيضًا إلى تعزيز مكانة المملكة على الساحة العالمية. من خلال تنظيم مواسم ترفيهية غير مسبوقة، جذبت السعودية ملايين الزوار، مما وضعها على الخارطة العالمية للترفيه والثقافة، وأسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتحقيق عوائد اقتصادية.

في شمال غرب السعودية، حيث تلتقي الصحارى الشاسعة بالسواحل الخلابة، يُبنى حلم “نيوم”، المدينة التي تُجسد رؤية المستقبل. هناك، تُزرع الأفكار الطموحة وتُخطط المدن الذكية، لتُصبح السعودية وجهة للعالم، وليس مجرد محطة.

الأمير محمد بن سلمان قال: “طموحنا عنان السماء، ولن نتوقف حتى نحقق المستحيل.” هذه الكلمات لم تكن مجرد شعار، بل تحولت واقعاً ملموساً. القيادة السعودية لم تكتفِ بإطلاق المشاريع الكبرى، بل وضعت الشباب السعودي في قلب هذا التحول، حيث أطلقت برامج تدريبية وتأهيلية لإعدادهم للعمل في مجالات المستقبل، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة.

السعودية لا تكتفي بالإنجازات الحالية؛ بل تراهن على المستقبل من خلال تبني مشاريع تستهدف الطاقة المتجددة والاستدامة البيئية. ومن المتوقع أن تصبح المملكة واحداً من أكبر مصدري الهيدروجين الأخضر في العالم، مما يعزز مكانتها كقوة اقتصادية عالمية.

في كل خطوة تخطوها المملكة، تؤكد أنها لا تكتفي بالمنافسة، بل تهدف إلى الريادة. ورغم الإنجازات الحالية، يبقى السؤال: كيف ستبدو السعودية في 2030؟

الجواب يكمن في رؤية قائد، وطموح شعب، وإصرار دولة على تحقيق المستحيل. السعودية ليست فقط جزءًا من العالم الجديد، بل صانعًا رئيسيًا له.