حينما قررت اختيار المقال الأول في عام 2025 وجدت أن الحديث عن -المقال- كاستفتاحية للعام قد يروق للقراء الكرام، نعم هذا العام الثامن لي ككاتبة ولعلني أسهم ولو بشيء بسيط من تكتيكات ونقاط أحرص بشكل شخصي على انتهاجها في كتاباتي الصحفية التي تختلف بالتأكيد عن رتم الأوراق العلمية والكتب المعرفية، فالمقال له أكثر من مصدر وقد حددتها فيما يلي: إما معاناة شخصية أو معاناة عامة، قضية مجتمعية، نماذج إيجابية، قصص صحفية، وقد نجد مسارات متعددة أيضا للمقالات، فهناك المقال الاجتماعي، والثقافي، والسياسي والتربوي.
تتقاطع أفكار الكُتاب وتختلف جماهيريتهم وفقا للأدوات التي يستخدمونها وهي حسب تعريفي: اللغة والأفكار والاطلاع وأضيف النبرة. نعم، هناك كتّاب لا تحتاج أن تقرأ أسماءهم لشدة إتقانهم لما يكتبون، والصحافة السعودية تزخر بالقامات والأصوات الفاخرة والعقول النيرة التي تعيد هندسة المشهد الإعلامي محليا وعربيا. وأجد أننا بصدد عام جديد من المواهب والأفكار تماما كما أطلق معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري 2025 -عام التأثير- نعم ولنجعله كذلك.
في كل فصل دراسي أسهم بشكل كبير في تعزيز الكتابة الصحفية لدى الباحثات، حيث إنني أقوم بتدريس طالبات الدراسات العليا وأعتز بهن كثيرا، بل في شهر واحد فقط نشرن أكثر من عشرة مقالات تحمل أصواتهن. إن جوهر التمكين الإنساني هو -الصوت- ولا أجد أفضل من المقالات سواء عبر الصحف أو وسائل التواصل الحديثة في إيصال الأفكار، ولأختصر للكتاب المهتمين فللمقال مكونات إذا غاب أحدها قد يختل المعنى وهي كما يلي: أولا: العنوان من المهم أن يكون عنوانا مبتكرا وغير مكرر وغير تقليدي وسأعطيكم سر صغير عندما تكتبون المقالات قوموا بنسخ العنوان بمحرك البحث للتأكد أنه لم ينشر من قبل لحفظ حقوق الآخرين وأيضا لخلق بصمتكم. ثانيا: المقدمة من الجيد أن تتضمن مثال، أو رقم، أو إحصائية جاذبة، أو عبارة وأعتقد أنه من حق القارئ أن يجد سببا جيدا لإكمال المقالة. أليس كذلك؟ ثالثا: المتن الأول لطرح المشكلة أو القضية. رابعا: المتن الثاني لطرح الحلول والمقترحات -يمكن الاستغناء عنه في بعض المسارات-. خامسا وأخيرا الخاتمة لتتضمن لتوصيات والمستخلصات وتنتهي ببث روح الإيجابية.
أخيرا، مقالك هو صوتك وحضورك هو كيانك الرقمي، إن صناعة براند شخصي للفرد أو علامة يعني المزيد من الوعي المجتمعي، وتذكر حينما تختار الصمت عليك إلا تغضب من الناعقين، عامكم سعيد..