تملك المملكة سجلاً حافلاً بالعطاء والمواقف الإنسانية، جعلت منها واحدة من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإغاثية في العالم، وبسخاء لا ينقطع قدمت المملكة أكثر من 130 مليارًا و34 مليون دولار، في إطار مساعدات إنسانية وإغاثية في الفترة بين 1996 - 2024م، استفادت منها 170 دولة حول العالم.
ويتجلى النبل السعودي في أن هذه المساعدات بعيدة كل البعد عن أي دوافع أخرى، فهي تتجه لإنقاذ الشعوب المنكوبة دون التدخل في شؤونهم الداخلية، منطلقة في ذلك من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته، وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين عند تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة.
وضمن هذا الدور الإنساني، سيرت المملكة جسرًا جويًا وبريًا للوقوف مع الشعب السوري الشقيق يشمل كميات كبيرة وضخمة من المواد الغذائية والصحية والإيوائية، استمرارًا لمواقفها مع الشعب السوري الذي عانى منذ عام 2011 ويلات الحرب التي تسببت في تشريد الملايين، فقد دمرت الحرب المدن والبنية التحتية وتفشت الأوبئة والنزاعات المسلحة.
ولا ينفصل الموقف السعودي الإغاثي عن موقفها السياسي المتمثل في دعم خيارات الشعب السوري، فقد أكدت دعمها لكل ما من شأنه تحقيق أمن سوريا واستقرارها بما يصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، داعية المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، والتعاون معه في كل ما يخدم سوريا، ويحقق تطلعات شعبها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
إن هذه المواقف هي رسالة تنطلق من الرياض إلى دمشق بالمحبة، تجسدها الأفعال قبل الكلمات، وتنبع من حرص المملكة على سوريا والوقوف معها في رحلة السلام والتعافي لينعم الشعب السوري بالحرية والكرامة.