هوبال هو فيلم عبدالعزيز الشلاحي الأخير، وأنا سعيدة أنني أبدأ مقالاتي هذا العام بالكتابة عن فيلم سعودي مخرجه عبدالعزيز الشلاحي، كنت قد رأيت الشلاحي في مهرجان أفلام السعودية الماضي، وكانت الناس تهنئه على نجاح مسلسل خيوط المعازيب، قلت وقتها لو أردتم لعمل أن ينجح أعطوه لعبدالعزيز، هذا باختصار رأيي في فيلم هوبال. ليس فقط فيلم ناجح، لكنه فيلم يثير الكثير من المشاعر والأسئلة، فيلم برع مخرجه في قيادة ممثليه، وبرع ممثليه في منحنا متعة مشاهدة أداء مميز وراق وعلى أعلى مستوى من الحرفية.

هوبال، سألتني صديقتي الحضرية، ما معنى الكلمة، أجبتها أنها لغة التواصل بين الإبل وصاحبها، أخبرتها أنها كلمة ليست معروفة لدينا لكنني طرحت عليها كلمة أخرى من عمق التراث الحجازي وهي زومال وأخبرتني أنها لا تعرفها، قلت لها كذلك هوبال، ليست معروفة عند الجميع لكنها إسم رائع ويشد الأذن.

الكاتب مفرج المجفل، أتذكر أنني بعد الانتهاء من مشاهدة فيلم هجان الذي كان هو كاتبه، سمعت أحدا يقول، القصة عند مفرج لها عدة مستويات وليس مستوى واحد، اتضح ذلك جليا في هذا الفيلم، وليس دوري أن أفكك رموز الفيلم، عليكم مشاهدته ومحاولة فك رموزه بأنفسكم، لكن، حتى بدون أي رموز أو إسقاطات، قصة الفيلم بمستواها الأول رائعة وتشدّك معها وتجعلك تتفاعل مع شخصياتها، تحزن معهم وتفكر معهم وتغضب منهم، وهكذا. النهاية أعادتني للتفكير في الرمزية لدى المجفل، هل يقصد أن الثورة حين تأتي متأخرة، تكون نتائجها مخيبة للآمال. لا أريد أن أضيع على من لم يشاهد الفيلم بعد متعة مشاهدته، لكن هذا السؤال سأطرحه على مفرج حين أراه، قبل أن أسأله عن كيف الحال.

البطل بالنسبة لصديقتي والتي أذهلها تمثيله كان الطفل، حمد فرحان الذي قام بدور عساف، كان حمد فرحان قد أذهلني قبل عامين في فيلم طريق الوادي، ممثل كبير بالرغم من صغر سنه، أتمنى أن يكمل درب التمثيل بنفس القوة والحضور.

ميلا الزهراني ليس غريبا عليها الأداء القوي والطريقة الطبيعية والهادئة في إظهار المشاعر، تحتاج ميلا إلى هذا النوع من الأفلام لإظهار براعتها التمثيلية التي لا خلاف عليها لكنك تسعد حين ترى ممثلا تحبه يؤدي دورا يليق به.

مشعل المطيري، كم كان بارعا في جعلنا نكرهه.

حمدي الفريدي بشخصيّته المحيرة، التي تريد أن تثور لكن بدون خسائر.

ابراهيم الحساوي لا يحتاج إشادة من أحد، كان الدور مفصلا عليه، لكن، هكذا نشعر مع كل دور يؤديه الحساوي.

راوية أحمد، ريم فهد

كل الممثلين كانوا بارعين. تماما.

التصوير كان بطلا رئيسا في الفيلم، مذهل لأبعد الحدود، الموسيقى كذلك، كل عناصر الفيلم كانت رائعة.

هنيئا للسينما السعودية هذا الفيلم. شكرا