مع انخفاض درجات الحرارة، والشتاء شديد البرودة الذي تشهده معظم مناطق المملكة هذه الأيام، وحيث يفاجئنا العاملون في الأرصاد بأنباء عن زيادة متوقعة في برودة الجو، مع ذلك كله إلا أن الحراك الثقافي يشهد نشاطاً كبيراً في كثير من مدن المملكة، هذا الحراك المرتبط بالرؤية العظيمة 2030 الذي يساهم في ازدهار الأنشطة الثقافية والفنية المختلفة.
من أبرز الفعاليات التي تميز الحراك الثقافي الشتوي هي المهرجانات الكبرى مثل "شتاء طنطورة" في العلا، الذي يجمع بين العروض الموسيقية العالمية، والمعارض الفنية، والجولات التاريخية في المواقع التراثية مثل مدائن صالح. كذلك، يسهم "موسم الرياض" و"موسم جدة" في تقديم برامج متنوعة تشمل المسرحيات، الحفلات الموسيقية، والمعارض الفنية التي تحتفي بالفن السعودي والعالمي.
كما تلعب المكتبات العامة والمراكز الثقافية، والمقاهي الثقافية، دورًا بارزًا خلال هذا الموسم، حيث تنظم ندوات وورش عمل تناقش مواضيع أدبية وفكرية، وأمسيات ومحاضرات ثقافية متنوعة، لدينا أيضاً مبادرات مهمة مثل "الجوائز الثقافية الوطنية" في تحفيز الكتّاب والفنانين على الإبداع وتقديم أعمال تواكب الحراك الثقافي المتسارع.
الشتاء أيضًا فرصة مثالية للأنشطة الثقافية المرتبطة بالطبيعة، مثل جلسات الشعر والفن في الهواء الطلق، خاصة في المناطق الصحراوية والجبلية، وتبرز هنا الفعاليات التي تحتفي بالتراث المحلي، مثل عروض الفلكلور والأسواق الشعبية، التي تعكس غنى الثقافة السعودية وتنوعها.
هذا الحراك الثقافي لا يعزز فقط الهوية الوطنية السعودية، بل يسهم أيضًا في تحقيق أهداف التنمية الثقافية المستدامة، إنه فصل يشهد تلاقحًا بين الماضي والحاضر، حيث تلتقي الأصالة بالحداثة لتقديم تجربة فريدة تثري الحياة الثقافية في المملكة.