كمؤشرات الأسهم والبورصات وسوق المال والعقار العالمية، وأسواق النفط، وأسعار سلات الغذاء الدولية، نطالع مع بداية كل عام ميلادي جديد بورصة جديدة ومتجددة، ومتنوعة من أشكال وأنماط الفيروسات العالمية في معظم دول العالم، فلدينا حمى الأرانب، وأدينوفيروس الذي يصيب الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو أمراض الجهاز التنفسي أو القلب، حيث يصبحون أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة من الفيروس الغدي، أضف إلى ذلك فيروس HMPV الذي أصاب العالم بحالة من الهلع، لكونه يتواجد وبكثرة في الصين التي أعلنت حالات من الطوارئ، التي لن تصل إلى الحالة التي كانت عليها إبان ظهور كوفيد – 19، إلا أن حالة الخوف تنتاب العالم، والخشية كل الخشية أن يصبح هذا الفيروس يمثل جائحة عالمية مثل سلفه من الفيروسات؟
نعم، هناك حالة من التطمينات من خبراء الصحة العالميين بأن فيروس HMPV ليس فيروساً جديداً، بل تم اكتشافه في عام 2021م في الصين أيضاً، وأعراضه تشبه أعراض الفيروسات التنفسية مثل الأنفلونزا، إلا أن الخوف من حالات السعال الصعبة المصحوبة بالدماء، إلا أن الخبراء يحاولون طمأنة العالم، بأن هذا الفيروس ضعيف جداً ويمكن السيطرة عليه بوسائل الوقاية العادية التي تتخذها دول العالم، مع زيادة في إجراءات التوعية لتشمل كل شرائح الشعوب وأعمارهم وثقافاتهم ومستوياتهم الاجتماعية، خاصة طلاب المدارس في مراحلها المبكرة.
في تقديري.. حالة الطمأنة التي يحاول الخبراء نشرها عبر وسائل الإعلام، ليست كافية لطمأنة الشعوب، لأن هذه الحالة رآها العالم وعاشها مع ظهور كوفيد – 19، وكانت النتائج والعواقب وخيمة، ومازال العالم يعيش تداعياتها اجتماعياً وصحياً واقتصادياً وعلمياً، والمؤشرات العالمية تقول إن العالم لم يتعاف من تداعيات كوفيد – 19 حتى الآن، وينتظر أن يمتد التأثير لسنوات قادمة.
إن القطاع الصحي السعودي أمامه تحديات كبيرة هذه الفترة، والفترات القادمة، وبذل مزيد من الجهود، وتقديم صورة واقعية للمواطنين عن الحالة الصحية العالمية ومدى تأثيرها على المملكة بتفاعل إعلامي كبير، نريد أن نعرف ماذا يفعل؟ وكيف يستعد لبورصة الفيروسات العالمية التي تجتاح العالم مع بداية كل سنة ميلادية، وكأن الأمر أصبح قدراً مقدوراً.
ألا توجد شبهة مؤامرة، إما لإنتاج فيروسات جديدة كل عام؛ لتشغيل مصانع، بل ومافيا الأدوية العالمية؟ أم أنها مجرد فيروسات عادية يمكن التغلب عليها، ولكن التركيز الإعلامي العالمي عليها يجعل دول العالم تزيد من حالات الطوارئ، ومن ثم اللجوء أيضاً لصنّاع الأدوية واللقاحات العالمية؛ لتزداد أرباحها بعدما انخفضت أسهمها في البورصات العالمية منذ يوليو 2023، ولذلك يحاولون رفع تلك الأسهم، بضخ حزم إعلامية مخيفة مدفوعة، للحصول على أكبر قدر من المكاسب.
حالة الشك مازالت تدور رحاها بين منظمة الصحة العالمية والصين من جانب، وبين الولايات المتحدة الأمريكية والصين أيضاً من جانب آخر، والجميع يلقي التهم على الآخرين، ونحن في مقاعد المشاهدين.
المهم اليوم إن حالة الطوارئ العالمية تستدعي استنفار الجهود كافة من كل الأجهزة الحكومية لمواجهة الأخطار المحتملة، دون انتظار لإملاءات وتوجيهات خارجية، فلدينا الكوادر العلمية العالمية القادرين على مواجهة تلك الأخطار، والاستعداد المبكر لها بفرق مواجهة الأزمات الطارئة.