نَظلم الحمير حينما نشبه مغرد أجوف أو متداخل أحمق بالحمار.. لأن كثيرا من أولئك المتبلدين فكريا وتعامليا لا يرتقون إلى مستوى الحمار.. هم يريدون فتنة.. يكذبون ويفترون وحتى يغشون.. أما الحمير كائنات مسالمة لم تتسبب في إشعال الحروب بين الدول، أو في حدوث أزمات وكوارث، وحتى لم نسمع عن حمار يمارس الظلم والسطوة على حمير أو بشر.

في السياسة والرياضة هناك بشر نضطر أحيانا أن نكرّم الحمار عنهم فهو مفيد وهم أصحاب فتنة وكذب.. وما عليك إلا أن تقرأ في الشأنين لتجد حجم ما يطرحونه من إسفاف وتضليل.. ولا ننكر أن كثيرا منهم تابع موجّها يقوم بدور الغبي الذي يقاد دون أن يدرك أين هو.. هنا قد نستأذن من الحمار في أن هناك من يشبهه قليلا لأن مهمته "أي الحمار هي النقل والحمل دون سؤال أو تداخل فقط يحمل ما على ظهره دون وعي أو فهم لماذا يفعل ذلك يقول الله تعالى "مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".

نعود إلى ما بدأنا به فهناك من يستحق وصف أنهم أشد ضلالا من الأنعام.. ولنأخذ مثلا حاضرا.. لاحظوا ما يكتُب من تم إغواؤهم لمهاجمة بلدانهم وخاصة الخليجية.. أصبحوا أدواتا تافهة بأيدي موجهيهم لا يملكون قرارا ولا كرامة.. وحتى البلدان التي تواجدوا فيها بدأت بركلهم واحدا بعد الآخر.. فقط هم تحت رحمة الذي أغواهم وسير الأموال لهم، والآن أوقف كل شيء واستعبدهم.. لذا حتى لم يصلوا لمرتبة الحمار فهو أشرف منهم فهو لم ينكر أهلا ولم يحارب ضد وطنه.

في الرياضة الأمر أكثر تفاهة وفيه صفة الكذب أشد.. والأمر ليس خاصا بتنافسنا الكروي المحلي فقط ففي كل مكان تجد التفاهة والكذب، فحين أي إنجاز لفريق بطل متفوق، ما عليك إلا أن تتابع ردود منافسيه ستجد أن كمية التشكيك والكذب مرتفعة، بل إن نسبة التبعية الضارة بدون فهم للواقع حاضرة، وهنا نعتذر أيضا من الحمار لأنه لا يكذب كما كذبهم أبدا؟!.

عندما يكون الإنسان أضل من الأنعام وحتى الحمير والبغال، فتلك المصيبة لا تعادلها مصيبة.. هنا نتأسف باحترام للحمار لأننا وعبر قرون البشرية المتلاحقة نحمل تلك الصورة السيئة تلك المرتبطة بالغباء، والعمل تحت تأثير السياط لكن اكتشفنا متأخرين بعد أن منَّ الله علينا بمواقع التواصل والقنوات التلفزيونية أن من بيننا من هم أشد غباء وأكثر تبعية.. بعضهم لا يحتاج للسوط كي يخنع، بل لكلمة تخدعه ينقاد معها سريعا.

ختام القول نقول إن أولئك الأغبياء انتصروا للحمار دون أن يدركوا.. أنصفوا الحمار من تاريخ طويل من تشويه صورته علنا بعد أن أكدت الأبحاث والتقارير وما نقرأه ونشاهده لاولئك الخانعين المتعصبين المضحوك عليهم تفوقه عليهم.. أيضا ما يؤكده العلماء المتخصصون أن الحمار من أذكى الحيوانات، وهو صبور ومثابر، لا يتعرض لأحد ولم نسمع أنه كذب أو اختلف أو انتصر ضد أهله وبيئته؟!.