القيادة المؤثرة موهبة لا يمتلكها أيّاً كان، هي موهبة تعبر عنها الأفعال الجسام والقرارات الحاسمة، وبُعد النظر واستشفاف المستقبل، كل تلك العناصر مجتمعة إضافة إلى عناصر أخرى لا تقل عنها أهمية تشكل شخصية القائد المؤثر الذي يحدث تغييراً، ذاك التغيير وهذا التأثير يتعدى النطاق الوطني إلى الإقليمي والدولي، يكون إيجابياً يهدف إلى تأسيس مرحلة من التنمية المستدامة والأمن المستقر.

اختيار الأمير محمد بن سلمان الشخصية القيادية العربية الأكثر تأثيراً للمرة الرابعة على التوالي في استفتاء قناة (روسيا اليوم) التي وصلت مشاهداتها إلى 11 مليار مشاهدة عبر حساباتها المختلفة، جاء منطقياً وواقعياً، مبني على حقائق لا تقبل الشك، فما قام به الأمير محمد على الصعيد الوطني منذ إطلاقه رؤية المملكة 2030 في العام 2016، أثبت أنه قائد محنك يمتلك رؤية طموحة تتجاوز الحدود التقليدية، هذه الرؤية التي أحدثت تغييراً شاملاً في الفكر الاجتماعي السعودي، وأدت إلى تنويع الاقتصاد السعودي بعيداً عن النفط، وخلق فرص عمل للشباب، وتمكين المرأة، وتعزيز قطاعات مثل السياحة، الثقافة، والتكنولوجيا، ونتج عنها مشروعات ضخمة مثل “نيوم” و”ذا لاين” ومبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، إضافة إلى المشروعات العملاقة الأخرى، تعد شاهداً على طموح ولي العهد لتحويل المملكة إلى مركز عالمي للابتكار والاستدامة، فالاقتصاد السعودي شهد في 2024 قفزات هائلة، مدفوعًا بمشروعات رؤية السعودية 2030 التي بدأت تؤتي ثمارها، ونجحت المملكة في تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، مع تحقيق إنجازات في قطاعات السياحة، الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، تلك المشروعات الضخمة أصبحت رموزًا عالمية للاستدامة والابتكار، كما قادت السياسات الاقتصادية الذكية إلى جذب استثمارات أجنبية بمليارات الدولارات، ما ساهم في تعزيز النمو، وخلق فرص عمل واسعة للشباب السعودي، إضافةً إلى ذلك، تم تسريع التحول الرقمي في المملكة، مع التركيز على تطوير بنية تحتية تقنية عالمية المستوى، حيث أصبحت المملكة مركزًا إقليميًا للتقنية والابتكار، بفضل حوافز الاستثمار في الشركات الناشئة وتهيئة بيئة أعمال تنافسية.

رؤية الأمير محمد بن سلمان لم تقف عند حدود الوطن، بل تعدته إلى الإقليم والعالم، فهو قاد جهوداً لحل النزاعات الإقليمية، وتعزيز التعاون العربي، ودعم الاستقرار في المنطقة، كما أسهم في تعزيز مكانة المملكة كلاعب رئيس في السياسة الدولية من خلال استضافتها قمماً عالمية، وتعزيز العلاقات مع القوى العالمية الكبرى، ما أدى إلى توازن في الدبلوماسية السعودية التي أصبح يضرب بها المثل.

الأمير محمد بن سلمان قائد فذ، تتمنى كثير من الدول أن يكون لديها قائد يماثله، ولكن المولى - عز وجل - حبانا به دون غيرنا، وذلك من فضله - سبحانه وتعالى - علينا وعلى بلادنا المباركة.