بعد زوال النظام الاستبدادي الذي ظل على مدى 60 عامًا من حكم عائلة الأسد، وسنوات طويلة من الحرب، يتساءل العالم عمّ يحمله المستقبل لسورية الجديدة التي خضعت كل هذا الزمن تحت وطأة الجوع والوحشية والعنف، ورغم تقويض بشار الأسد وإرغامه على التنحي من منصبه وسقوط حكمه الديكتاتوري في 8 ديسمبر 2024، نجد أن الانهيار الإنساني الذي خلفه كبير، لذلك يقول جان جاك روسو «يولد الإنسان حرًا، وفي كل مكان يكون مقيدًا بالسلاسل».

في واقع الأمر، إن الشعب في سورية عانى طوال حكم الأسد القمعي والوحشي سنوات من الحروب والدمار والوضع المعيشي الصعب، وآن الأوان أن تستقر سورية وتنهض وتستفيد مما لديها من مقدرات، وأهمها الشعب السوري الشقيق الذي قاتل بشجاعة من أجل حريته، وهي فرصة فريدة له لإعادة بناء وطنه.

أدى السخط الشعبي على حكومة بشار الأسد إلى احتجاجات واسعة النطاق ومظاهرات رافضة للإرهاب والتطرف في جميع أنحاء سورية، واستمر النزاع لأكثر من 13 عاماً، وخلف مقتل أكثر من نصف المليون شخص، وتدمير الاقتصاد، ودفع الملايين إلى الفرار من ديارهم.

المملكة تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق وخياراته في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سورية، وتدعو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق والتعاون معه في كل ما يخدم سورية ويحقق تطلعات شعبها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

تأتي استضافة الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية الدول العربية والدولية الموسع بشأن سورية، في العاصمة الرياض دعماً للإدارة الجديدة، حيث كان بمشاركة وزراء خارجية دول عربية وأوروبية، في أول اجتماع دولي عالي المستوى من نوعه بشأن سورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، للتأكيد على ريادة المملكة ودورها المحوري في المنطقة والعالم في ضوء التطورات الحالية في الجمهورية العربية السورية، ودعمها لكل ما من شأنه تحقيق أمن سورية الشقيقة واستقرارها بما يصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

كما أن المملكة تستنكر قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالتوسع في الاستيطان في الجولان المحتلة، ومواصلتها تخريب فرص استعادة سورية لأمنها واستقرارها، وتدعو المجتمع الدولي لإدانة هذه الانتهاكات الإسرائيلية، وضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، وتؤكد على أن الجولان أرض عربية سورية محتلة.