تكمن أهمية تخطيط الطرق الجيد في قدرته على تلبية احتياجات الوضع الراهن لسلاسة الحركة المرورية، واستشراف القدرة الاستيعابية المستقبلية والاحتياط لمفاجآتهما، والمرونة في الاستجابة للمتغيرات والتعاطي مع المستجدات عبر المراقبة المستمرة، أو بالتجاوب مع المقترحات المقدمة من سالكي الطرق، أو على الأقل الاتسام بالواقعية بعدم استحداث ما هو غير مألوف، ويتسبب في عرقلة الحركة المرورية المعتادة والتأثير على انسيابية الحركة المرورية وسلامة قائدي المركبات؛ وتكمن الغاية من التخطيط الناجح للطرق في تماشيه مع الطفرات التنموية والحيوية كداعم لنجاح المسيرة النهائية المستهدفة لكافة انواع المشاريع في مختلف القطاعات لتحقيق أهدافها الاقتصادية، من خلال العمل على تسهيل تحقيق أسس مرونة للحركة المرورية وسلاستها والقضاء على أسباب الاختناقات المرورية، مما يسهم في توفير الوقت وتعزيز السلامة المرورية والالتزام بأنظمة القيادة، وتقليل الخسائر في التكاليف والأرواح، وتعظيم مقومات جودة الحياة، وتعزيز الصحة العامة والنفسية لسالكي الطرق.

ومما يستشهد به هنا ويمكن تسميته مجازاً بالاجتهاد أو الابتكار في تخطيط الطرق بإعادة تغيير وتعديل اتجاهات المسارات، والذي جلب نوعا من الاختناقات والفوضى المرورية والعبء على التقاطعات نتيجة زيادة عدد المسارات والاشارات المرورية، هذا فضلاً عن المخاطر نتيجة التغيير المفاجئ في مسارات وسلاسة الحركة المرورية، نحن هنا نقصد على سبيل المثال ما تم من إعادة تغيير للمسارات في تقاطع «طريق الثمامة» مع «طريق الملك عبدالعزيز»، و»طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول» مع «طريق مكة المكرمة»؛ ومن بعض مساوئ التخطيط المروري يمكن ذكرها وضع فتحة الدخول من طريق الخدمة للطريق الرئيس بمسافة قليلة جدا وقبل الإشارة المرورية في الطريق الرئيس، مما يتسبب في تكدس للسيارات وشلل للحركة المرورية قبل الإشارة المرورية نتيجة التزاحم بين فريقين من قائدي السيارات، الأول السيارات الموجودة أساسًا في الطريق الرئيس وتريد استمرار المضي للأمام مباشرة بعد سماح الإشارة الضوئية بذلك، والفريق الآخر من السيارات والذي للتو دخل من طريق الخدمة للطريق الرئيس ويريد قطع استمرارية سلاسة الحركة المرورية الموجودة في الشارع الرئيس بغرض الوصول إلى المسار الأيسر فيه تمهيدًا للالتفاف يمينًا، وفرض ذلك الدخول بكافة الطرق دون احترام للأحقية؛ كذلك من بعض المساوئ لتخطيط الطرق إعادة تغيير ما اعتاد عليه قائدي السيارات والحركة المرورية من انسيابية لمرور السيارات في الطريق الرئيس والخروج منه لطريق الخدمة وعكس ذلك، كما حصل في إعادة ترتيب منافذ الدخول والخروج من الطريق الرئيس للخدمة وما تقوم به من دور مهم لتوزيع الحركة المرورية بينهما، كما في «طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد»، والذي خلق حالة من الاختناقات المرورية عند الدخول أو الخروج من الطريق الرئيس للخدمة والعكس، وأثرت بلا شك على انسيابية الحركة المرورية في الطريق الرئيس نتيجة حصر عملية توزيع الحركة المرورية في مداخل ومخارج محددة؛ وأخيرًا من بعض مساوئ التخطيط المروري الاستعانة بالدوار بدلاً من الاشارة المرورية، والذي لا ينسجم مع ثقافة قيادة السيارة في المجتمع نتيجة غياب الالتزام بأحقية المرور؛ أو التعريض غير المبرر للأرصفة في طرق الخدمة على حساب الحاجة لمواقف السيارات؛ أو تكبير المساحة الفاصلة (الجزيرة الوسطى) بين الطرق، على حساب الحاجة الماسة لهذه المساحة في الطريق الرئيس، كما هو موجود في «طريق أبي بكر الصديق» وغيره.