ما زالت منصة ابشر السعودية التابعة لوزارة الداخلية تتطور وتنتقل من مستوى إلى مستوى أعلى، سواء كان من حيث الجودة والقوة والحداثة الإلكترونية، أو من حيث نوعية الخدمات المقدمة، تفصيلا ومجملا، منصة ابشر أصبحت ذات تأثير إيجابي في كل نواحي حياتنا العملية والشخصية، وما يقوم به المسؤولون عن المنصة حقيقة أمر فوق الخيال، يأخذون المعلومات من كل المصادر، يراجعون كل ردود الفعل والاقتراحات، يقومون بدراستهم الخاصة لابتكار وتقديم كل خدمات جديدة ونوعية ومتطورة، الغاية هي أساسا التسهيل على الناس أفرادا وجماعات، قطاعا عاما أو خاصا، توفير عامل الوقت والجهد والتكلفة.

مؤخرا وفي نفس سياق التسهيل النوعي المتميز، وما كنا نواجه من مشكلات في عمليات إصدار وطباعة بيانات المركبات، واستعراض تاريخها، ابشر وفرت هذه الخدمة، بل وأصبح يمكن التأكد والتحقق من أي تقارير وبيانات مطلوبة، من خلال رمز الانتقال السريع QR Code، وكل هذه البيانات مصدرها الإدارة العامة للمرور، وبالتالي هي بيانات ومعلومات موثقة وأكيدة ولا مجال للتلاعب فيها أبدا، وهذا أمر نحتاجه، خاصة في ظل التوسع السكاني والجغرافي المطرد في المملكة، وكذلك تنوع مصادر استيراد المركبات وتنوع فئاتها وأحجامها وغايات استخدامها.

منصة ابشر وضحت كيفية استخدام هذه الخدمات الجديدة، حيث الدخول على منصر ابشر والتسجيل، ثم خدماتي، ثم الخدمات العامة، ثم تقارير ابشر، وبعد ذلك نختار طلب تقرير بيانات المركبة، دفع أجور الخدمة، ويتم بعد ذلك طباعة التقرير، خطوات سهلة جدا، سريعة جدا، متنوعة لتخدم من يحتاج هذه التقارير والبيانات، وبالتالي يصبح موضوع بيانات ومعلومات المركبات سواء للشراء أو التنازل والبيع، أو للإيجار أو الاستخدام، كلها متوفرة ولا مجال للتلاعب بها، وكما أشرت سابقا الأمر ليس سهلا، حصر هذه البيانات وتوفيرها، أمر احتاج إلى جهد وتميز وإبداع.

بكل يقين فإن التطور التكنولوجي في المملكة، التطور الرقمي، إنترنت الأشياء، الذكاء الصناعي، هذه الملفات وغيرها تشهد نموا مطردا، هذا النمو يعزى لعدة أسباب رئيسة، نعم الحاجة أول هذه الأسباب، لكن توفر مناخ تقني في المملكة هو الذي ساعد في النمو المطرد الإيجابي، رؤية المملكة 2030 فتحت الأبواب بالدعم المادي والمعنوي، ما زلت أتذكر قبل 15 عاما شركات التقنية والإنترنت والتطبيقات وهي تحاول دخول السوق وترويج منتجاتها، بعد الرؤية أصبح هذا السوق جاذبا استثماريا، ويشهد تنافسا عاليا، لأن الإبداع هو أساسها.

ملاحظة شخصية بسيطة أود طرحها هنا، ولها شاهد لاحقا، أن التطبيقات والتحول الرقمي، تواكب وتلبي احتياجات المجتمع أفرادا ومؤسسات، لكن لغة الإبداع العصري أصبحت قادرة على خلق احتياجات جديدة لم تكن في الحسبان أساسا، ومن ثم إيجاد حل لهذه الاحتياجات، والشاهد هنا في منصة ابشر وبقية المنصات الحكومية في المملكة أن تواكب هذه الاحتياجات قبل وقوعها بنظرية الاستقراء المستقبلي، وتعرف مسبقا متى وكيف وأين سيكون الاحتياج، ويتم التعامل معه قبل أن يصبح ضرورة ملحة، هذه هي لغة العصر الحديث، وهذه هي مخرجات رؤيتنا المباركة، بحيث أصبحت السعودية من مصاف الدول الأولى على مستوى العالم في التقنية الرقمية والتطور التكنولوجي.

شكرا لكل القائمين على هذه المنصات الحكومية، شكرا لكل كوادر ومبدعي منصة ابشر على وجه الخصوص، سنستمر بانتظار خدمات جديدة، إبداعات جديدة، تفرد وتقدم وتطور وريادة، لدينا الإمكانيات العقلية البشرية الإبداعية قبل المادية، لدينا قيادة حكيمة تعرف لغة العصر القادم، قيادة تعلم جيدا أن اليوم الذي نعيشه هو بوابة الغد المقبل.