وبالصوت الرفيع هتف مدرج الهلال في وجه مدافعه الذي لطالما هتف له وصفق، هتافات أطلقها مدرج الهلال في وجه علي البليهي أثناء استبداله في الدقيقة 83 من مواجهة الفريق أمام الفتح على الرغم من أنَّ الفريق كان متقدمًا بنصف دزينة من الأهداف وبشباك نظيفة؛ فلماذا يحدث ذلك للاعب قدَّم الكثير وعاش معه هذا المدرج الكثير من الأوقات الجميلة واللحظات الخالدة؟!.
يحدث هذا بسبب مدربٍ عنيد لا يريد أن يفهم أنَّ استمرار البليهي في القائمة الأساسية رغم تراجع مستواه بشكلٍ مخيف وارتكابه للكثير من الأخطاء الكارثية في كل مباراة لا يساعد على عودة هذا المدافع الكبير لوضعه الطبيعي؛ بل يرفع من حالة الغليان الجماهيري ضده، ويزيد من حالة الضغط النفسي عند اللاعب، ويجعل المجهر الجماهيري والإعلامي مسلطًا عليه عند كل غلطة وعند كل هجمة وعند كل هدف!.
هذا الهتاف الذي صدر من مدرجات الهلال ضد البليهي وإن كنت لا أتفق معه ولا أؤيده إلا أنَّه نتيجة طبيعية ومتوقعة لمشهد حذَّرت من عواقبه كثيرًا، وقلت إنَّ عودة البليهي لمستواه واتزانه الفني والنفسي لا يمكن أن يحدث بهذه الطريقة التي يصر عليها خيسوس؛ بل يجب أن تكون بطريقة أكثر ذكاء وحكمة، وإن كنت مثل كثيرين غيري نعتقد أنَّ علي البليهي لا يزال لديه القدرة على العطاء والعودة بقوة للتشكيل الأساسي؛ فإني أجزم بأنَّ الإبل لا تورد هكذا أيها السيد خيسوس!.
علي البليهي مدافع قدير، والهلال لا يزال بحاجته، لكنَّه محارب يحتاج لراحة يبتعد فيها قليلًا عن الضغوطات، ويصفِّي فيها ذهنه، ويراجع فيها حساباته، ويعطي فيها الفرصة لحسان تمبكتي ليحارب عنه قليلًا، كما أتيحت له الفرصة يومًا ما، وأخذ مكان محمد جحفلي المدافع الخالد في قلوب الهلاليين، جحفلي الذي ظلَّ بعدها لسنوات على مقاعد الاحتياط، مستعدًا لكل لحظة يحتاجه فيها الهلال، وهذه هي سنة الحياة، وهذه هي دورات الأيام، وهذه هي طبيعة كرة القدم!.
سيكون علي البليهي ذكيًّا ومحترفًا حقيقيًا إن هو طلب بنفسه استراحة محارب من العنيد خيسوس، حتى لا يخسر أكثر من رصيده في قلوب الهلاليين الذين أحبوه وصفقوا له كثيرًا، والذين سيعودون ليصفقوا له مجددًا متى عاد لهم بذهنٍ صافٍ، ومستوى رفيع، وبأدائه القتالي، ووجوده المهيب الذي اعتادوه وأحبوه وهتفوا له!.
ليس عيبًا، وليس انهزامية، وليس استسلامًا أن يطلب البليهي هذا الطلب من مدربه الذي يُصرُّ على أن يضع لاعبه في مواجهة مع الجماهير التي تشكلها شرائح متعددة الأعمار والتعليم والثقافة، والتي لا يحكم علاقتها مع اللاعب سوى ما يقدمه في الملعب، فلم تصفق له بالأمس، ولم تهتف ضده اليوم إلا حبًّا لفريقها وخوفًا عليه وغيرة عليه!.
قصف
** مارسيو سامبايو مدرب اللياقة السابق في الهلال أكد زوال ظروف ابنته الصحية التي أجبرته على الرحيل نهاية الموسم الماضي، وعن استعداده للعودة، هل يحتاج الأمر إلى تفكير يا فهد؟!.
** أزعجوا الجميع بعقود نجومهم المجانية وانتقالاتهم الحرة ومبالغهم الصفرية متجاهلين رواتبهم الضخمة، وحين ترددت أنباء اتفاق الهلال مع محمد صلاح بانتقال حر بدأ الحديث عن راتبه الضخم!.
** هل يكون جناح الهلال المواليد بحجم هذا الانتظار الذي استمر منذ فترة الانتقالات الصيفية؟!