يعود ترمب إلى الرئاسة هذا الأسبوع في ظل توقعات مختلفة لاحظنا زخمها خلال الشهرين الماضيين، تتحدث عن تأثير سياساته على الاقتصاد العالمي، فيما السوق الأمريكي يترقب هذه العودة خصوصاً أن فترة رئاسته السابقة اتسمت بسياسات حمائية، وإعادة تفاوض على الاتفاقيات التجارية الدولية، كان الهدف منها تعزيز الإنتاج المحلي وزيادة تنافسية الاقتصاد الأمريكي، ومع عودته، يُتوقع أن تبرز تغييرات مهمة في المشهد الاقتصادي العالمي.
أحد أبرز الخطط التي أعلن عنها ترامب هي فرض تعريفات جمركية تصل إلى 60 في المئة على السلع المستوردة من الصين، مع فرض رسوم تتراوح بين 10 و20 في المئة على السلع القادمة من شركاء تجاريين آخرين، وهذا يعكس استمراره في نهجه الحمائي، الذي يسعى إلى دعم الإنتاج المحلي، وهو الأمر الذي قد يؤثر في تكلفة السلع المستوردة ويُحدث تغييرات في طبيعة التبادلات التجارية العالمية.
والمتابع للفترة الماضية سيلاحظ مؤشرات في سياسات ترمب الداخلية المقبلة التي يسعى من خلالها إلى تعزيز الاقتصاد الأمريكي عبر خفض الضرائب، وتقليل اللوائح التنظيمية، وهي خطوات قد تدعم النمو الاقتصادي على المدى القصير، لكن السياسات الحمائية أيضاً قد تُسهم في ارتفاع تكلفة السلع، وهو ما يؤدي إلى زيادة معدلات التضخم في الوقت الذي تشير التوقعات إلى أن معدل التضخم قد يصل إلى 2.5 في المئة بنهاية عام 2025. كذلك، من المتوقع أن تشهد الأسواق المالية تغيرات نتيجة السياسات الجديدة، إذ قد يؤدي تطبيق الرسوم الجمركية إلى زيادة تدفقات الاستثمار نحو الولايات المتحدة، وهو ما يُعزز من قوة الدولار الأمريكي، في حين أن ارتفاع قيمة الدولار قد يؤثر على قدرة الصادرات الأمريكية على المنافسة في الأسواق العالمية، ويشكل تحدياً لبعض الاقتصادات الأخرى التي تعتمد بشكل كبير على التجارة الخارجية.
دولياً، يُتوقع أن تساهم سياسات ترامب الاقتصادية في إعادة صياغة العلاقات الاقتصادية بين الدول. وقد تؤدي إعادة التفاوض على الاتفاقيات التجارية إلى بروز ترتيبات جديدة بين القوى الاقتصادية العالمية، ما يتطلب تعاوناً أكبر لتعزيز الاستقرار والتكامل الاقتصادي. إجمالاً، عودة دونالد ترمب إلى الرئاسة ستمثل مرحلة جديدة من التحولات الاقتصادية، بينما قد تحقق الولايات المتحدة مكاسب على المدى القصير من خلال تعزيز الإنتاج المحلي وجذب الاستثمارات، فإن تحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي لا شك سيعتمد على التكيف مع هذه التغيرات والعمل المشترك لمواجهة التحديات والفرص المستقبلية.