مما لا شك فيه أن الجوائز الوطنية التي تهتم بقياس الجودة والتميز المؤسسي هي من أهم روافد دعم وتعزيز الاقتصاد الوطني، كما أنها توجد بيئة محفزة للمنافسة بين مختلف القطاعات، ترسخ جهود تحسين أنشطة التميز المؤسسي عن طريق توثيق العمليات والنتائج، وهو أسلوب ومعايير علمية تمثل الإطار العام والمرجع الأساسي في التميز المؤسسي، ومنها يتم نشر الوعي بالجودة والتميز في الأداء بين العاملين، وهو ما يزيد من رضا المستفيدين وولاء العاملين وكافة المعنيين من خلال العمل على التحسين المستمر ورفع مستوى جودة المنتجات والخدمات.
تعتبر جائزة الملك عبدالعزيز للجودة أحد أهم الجوائز في المملكة التي تنظر لها جميع القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية بكثير من الأمل والعمل من أجل الحصول عليها نظراً للدرجة العالية من القوة والموثوقية والاحترافية والمهنية العالية التي تحظى بها الجائزة بجميع فرقها وطواقم العمل، وتتقدم أغلب القطاعات في الدورات السنوية رغبة في الفوز بميدالياتها الذهبية والفضية والبرونزية.
تاريخ جائزة الملك عبدالعزيز للجودة بدأ في عام 1420هـ، والهدف منها تحفيز جميع القطاعات لتطبيق أسس التميز من أجل رفع مستوى جودة الأداء، ودفع عجلة التحسين المستمر لعملياتها الداخلية، تحقيق رضا المستفيدين، والمفاضلة بين المنشآت المختلفة، والإشادة بالأفضل منها ذات الأداء المتميز على الوجه الذي يليق بما حققته من إنجازات لضمان الجودة، وتكريمها على المستوى الوطني نظير تحقيقها مرتبة متميزة بين أفضل المنشآت المحلية.
تساعد الجائزة المنشآت لتحقيق التميز في الأعمال من خلال المعايير المعتمدة وتوفير إطار متكامل بين جميع الأنشطة من أجل تحسين الأداء في جميع إداراتها وأقسامها، وذلك من خلال تمكين المنشآت من تقييم مستوى أدائها الحالي، ومقارنته بمستويات الأداء في المنشآت المتميزة على مستوى العالم، ومن ثم العمل على سد الثغرات الموجودة بين المستويين.
معايير الجائزة محددة وهي "معايير النموذج الوطني الموحد للتميّز المؤسسي"، وعندما تتقدم المنشأة للترشيح للجائزة فإنها تخضع لعملية تقييم موضوعية يجريها عدد من المقيّمين المعتمدين الذين يتمتعون بخبرة في تقييم المنشآت محليًا وإقليميًا، وتستفيد المنشأة من التقرير التعقيبي لمعرفة وتحديد فرص التحسين التي من شأنها مساعدة المنشأة في زيادة النمو وتعزيز الميزة التنافسية والأداء العام، بالإضافة إلى تحقيق الاستدامة.
تابع المهتمون نتائج جائزة الملك عبدالعزيز للجودة في دورتها السابعة والتي تقدم لها 112 منشأة في القطاعات المختلفة، ونتج عنها فوز 63 منشأة من مختلف القطاعات؛ 38 منشاة حكومية و18 منشأة من القطاع الخاص و7 منشآت من القطاع غير الربحي وزعت على الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.
إن المنشآت التي فازت أو تلك التي لم يحالفها الحظ لها شرف المحاولة سواء حققت الفوز أو لم تحققه في المجمل، فجائزة الملك عبدالعزيز للجودة يحصل عليها الفائزون؛ لكن عوائدها الإيجابية تعود على الوطن وأبنائه.. والوطن هو الفائز الحقيقي في كل هذا الحراك المتميز.