ثمة تميز متفرد تسجله رؤية 2030 باستمرار من خلال إنجازات نوعية طالت كل مناحي الحياة في المملكة، ذاك أنها باتت تجربة سعودية خالصة سواء في الفكرة أو التخطيط أو التنفيذ.. هذه التجربة تستحق الانتشار والتدويل لتكون نموذجاً دولياً ناجحاً تحتذي به الدول الواعدة، التي تنشد أعلى درجات التطوير والازدهار عبر إعادة توظيف إمكاناتها ومقدراتها بما يفيد البلاد والعباد.

وعلى مدار نحو تسع سنوات مضت، توالت إنجازات رؤية المملكة بشكل سريع ومتتابع في مشهد استثنائي لفت أنظار العالم والمنظمات الدولية، التي رأت أن المملكة، وفق هذه الرؤية، تتغير إلى الأفضل، وتحقق كل تطلعاتها وأحلام شعبها في أن تكون دولة محورية تؤثر في محيطها الإقليمي والدولي، وهو ما حدث بالفعل على أرض الواقع، وستكون التجربة السعودية متاحة للدول كافة للتعرف على تفاصيلها، وذلك عندما تشارك المملكة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس السويسرية هذه الأيام، وهو ما يعزز دعوة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المجتمع الدولي إلى التعرف على ملامح التجربة السعودية.

وإذا كانت إنجازات الرؤية طالت مجالات عدة، إلا أن الإنجازات الاقتصادية تبقى الأبرز على الإطلاق، ليس لسبب سوى أنها شملت تحولات جذرية في منهجية الاقتصاد السعودي، كان أهمها تقليص الاعتماد على دخل النفط واستحداث قطاعات أخرى، وهو ما حققته الرؤية بنجاح باهر خلال العام 2023، عندما بلغ دخل الأنشطة غير النفطية 50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك بعد تنفيذ حزمة إصلاحات التزمت بها المملكة، فضلاً عن سياسة التوسع في الاستثمارات، وتنويع مصادر الدخل من خلال الصناعات والتقنيات الناشئة وتطوير البنية التحتية وتكييف القوى العاملة وغيرها.

ويحمل التقرير العالمي للآفاق الاقتصادية، الصادر عن البنك الدولي حديثاً، شهادة توثق إنجازات الاقتصاد السعودي، أكد فيها أن الأخير يواصل مسيرته نحو التعافي والنمو، رغم التحديات المرتبطة بتقلبات أسعار النفط والاضطرابات في الأسواق العالمية، مع توقعات بارتفاع النمو إلى 3.4 % في العام الجاري (2025) و5.4 % بحلول عام 2026، وأكد التقرير ذاته أن الجهود التي تبذلها المملكة لتنويع اقتصادها تحت مظلة رؤية 2030، قد أسهمت بشكل كبير في تعزيز القطاعات غير النفطية، ما خفف من تأثير انخفاض أسعار النفط، وأكد أن المملكة تستثمر بكثافة في مشاريع البنية التحتية والطاقة المتجددة والتقنيات المتقدمة، مما يدعم تحولها إلى اقتصاد متنوع ومستدام.