تعرف أنها ستأتي… تلك اللحظة التي يغادر فيها صغارك؟
تلك اللحظة التي تراهم فيها خارج قرارك؟
تلك اللحظة التي يخبرونك فيها بمغامراتهم بعد تمامها؟
تلك اللحظة التي يرون فيها أن من البر ألا تعلم؟
تتذكر تلك اللحظة التي كنت فيها لهم كل شيء… وكانوا كل شيء… واللحظة التي تدرك فيها أنك ما عدت لهم كل شيء؟
وأن هناك شركاء… وعائلة أخرى… وأبناء!
اللحظة التي يكونون فيها معك وضدك؟
اللحظة التي تدرك فيها حدودك؟
تلك اللحظة التي يصير فيها وجودك خافتًا، وحضورك ظلًا.
اللحظة التي يكون فيها صمتك أمانًا، والمسافة اتساعًا.
تؤلمك اللحظة التي تتفهم فيها تغييبك… أو برّك.
عندما تكون أنت ضد حالك… الحال الذي لم يعد بأحسن أحوالك.
اللحظة التي تسمع فيها ابنتك تردد أغنية كنت تظنها لك، فإذا بها تهديها لآخر… سيأخذ بيدها ويمضي نحو سنة الحياة.
تراهم يمضون بثقة، كأنهم ما كانوا يومًا تحت ظلك!
تلك اللحظة التي تدرك فيها أنهم يتحدثون عنك دون أن تكون أنت.
تترقب لحظة فائضة لتعبر لهم عن أفكارك.
تترقب لحظة فائضة يثقون فيها بحواسك.
تلك اللحظة التي يثقون فيها أنك ترى، وتسمع، وتشعر، وتريد أن تعلن ذلك.
تترقب لحظة إنصاتهم؛ وتستجدي كامل حواسك ألا تخذلك… وأنت تبذل قصارى جهدك لإقناعهم بأن حالك أفضل… وأنك تعرف عن ماذا يتحدثون.
تعاتب نفسك: كيف لا تعرف؟!
تعاتب نفسك: كيف لا تشارك؟!
تأسف لحالك: كيف لا تقوى على اقتناص اللحظة الخاصة بك؟!
النهاية التي يصبح رجاؤهم فيها أن يكون حضورك خفيفًا؛ كظل، أو كجذع يمنحهم الانتماء والقوة دون أن يسلبهم الخضرة.
اللحظة التي تؤمن فيها بأن: “الإنسان لا يموت عندما يتوقف قلبه عن النبض، بل عندما يعجز عن التكيف مع الحياة”.