عام مضى ليأتي بعده عام جديد، مسيرتنا الوطنية السعودية، بروح رؤية المملكة 2030 مستمرة، تصاعد مستمر، الإنجازات تلو الإنجازات، إكسبو وكأس العالم 2034، استمرار النهضة التنموية الشاملة، تطور اقتصادي واجتماعي، زيادة معدلات نمو الاستثمار، كذلك استمرار نهج الأمن والأمان، السياحة على الدرب السليم نحو المستقبل، اطراد في كل شيء تقريبا، نهضة وطنية تنموية شاملة، استقرار سياسي إقليمي دولي، نكاد نكون الدولة الوحيدة في العالم التي نكون مرحبون لدى كل دول العالم، لكن العالم كله اليوم، يعرف السعودي، يعرف كيف وماذا ومتى تحدث هذا التطور والنمو، العالم كله يعرف محمد بن سلمان، أصبح سمو ولي العهد أيقونة نموذج كل شعوب العالم تتمنى لو أنه لديها مثله، فكرًا وطموحًا وإدارة واستشراقًا، روح وطنية قلّ نظيرها على مستوى العالم كله.
لا شك أنه كان لدينا الكثير، ومازال طبعا، من الأمور التي كنا نعد للكتابة عنها مع نهاية العام 2024، لكن الحدث السوري سيطر على المشهد بشكل قاطع، ومع اقتراب انتهاء المشهد في غزة الحزينة، وكيف تعاملت المملكة مع هذه الملفات والقضايا الإنسانية أولا، ثم الإسلامية والعربية، كيف اصبح حتى الخصوم ينظرون الى المملكة على أنها مهد الاستقرار في المنطقة، إيران وإسرائيل يعلمون جيدا، انه لا سلام ولا استقرار في المنطقة، إن لم تكن السعودية حاضرة مشاركة بفاعلية، قوة العلاقات العربية مع السعودية ومحور الاتفاق الدائم مع مصر والإمارات والبحرين والأردن والكويت، وإسلاميًا طبعا مع باكستان، قوة العلاقة مع الولايات المتحدة، خاصة مع حدث 2024 عودة ترمب للرئاسة، كل هذا أوجد القناعة التامة لدى شعوب العالم، انه اذا أردت الاستقرار، فعليك دائما بالنصيحة السعودية، والدعم السعودي.
انتهى نظام الأسد في سوريا، وسوريا الآن بين أيدي أبنائها، وموقف المملكة واضح جدا، هذه دولتكم ووطنكم، الرياض مع وحدة سوريا، مع استقرار سوريا، مع عودة درة بلاد الشام دمشق الى مكانتها الطبيعية، الشعب السوري بكل أطيافه، وجه الشكر الى السعودية كلها، قيادة وشعبا، لان السعودية دائما تتعامل بوجه واحد، موقف واحد، دعم الإخوة والإنسانية، ليس لدينا سوريون لاجئون، فهم يعيشون بيننا مثل إخوتهم السعوديين، لكن نهاية العام 2024، كان سوريا بامتياز، وسوريا دمشق الأموية، عادت تنادي أبنائها.
في فلسطين وتحديدا في غزة، كان الموقف السعودي بأنه لا سلام ولا علاقات ولا تواصل مع الكيان الإسرائيلي، إلا بعد قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفي الجهة المقابلة، نجد أن أغلب الشعوب أصبحت تنظر للسعودية قيادة وشعبا، كلهم يريدون رؤية المملكة 2030 أن تطبق لديهم، كلهم يريدون نموذجا من محمد بن سلمان، كلهم يعيشون واقع أنهم في وقت القلق والاضطرابات وعدم الاستقرار، فإن السعودية ومن تدور في فلكها، يعيشون الأمن ويحققون الطموح ويبنون بلادهم، ويعيشون المستقبل بكل ازدهار ونماء وتحقق أحلام.
2024 تم بدء العمل في مترو الرياض، إنجاز جديد ينطلق ويتحقق، 2024 حققنا العديد من الإنجازات على مستوى العالم وفي المراكز الأولى أو على القمة، إداريا، صحيا، تعليميا، الكترونيا، وسائل نقل ومطارات، شؤون بلدية، استمرار التطور الرقمي واستمرار المنافسة عالميا، رياضيا العالم كله الآن يعلم حجم التنافس الرياضي، ترفيهيا من موسم ناجح إلى آخر، تطور عقاري، برامج سكنية ومبادرات إسكان، أنظمة وتشريعات جديدة تضبط الحياة الاقتصادية والتجارية، ارتفاع عوائد خزينة الدولة غير النفطية، انخفاض معدلات البطالة، وارتفاع مستوى الأمن الاجتماعي.
على الصعيد الأمني، الجيش، والأمن بكل أنواعه، مرور وإدارة الأمن العام والداخلية، أينما تذهب في السعودية فثمة تطور ونمو، ثم تصاعد في كل إيجابيات، وانخفاض في السلبيات، واجهنا عددا من الانحرافات، تحدثنا بكل حرية، انتقدنا، ووجهنا ملاحظات ومشاورات وآراء، ملف ذوي الهمة من ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، رغم حساسيته ورغم أنه لا يمكن الاكتفاء بتطوره، لكن لدينا رؤية واضحة، وضوء اخضر بالتوجيه في كل مكان.
حفظ الله الوطن، وأدام عزه، ونصر ولاة أمره، وأطال في عمرهم، ويبقى بخلقه وانتمائه وإنسانيته هذا السعودي فوق فوق.