في الوقت الذي تتركز فيه الأخبار في وسائل الإعلام والنقاشات الحادة على وسائط التواصل الاجتماعي على الدعم المقدم لفرق النخبة من «دوري روشن» السعودي، وأعني الأندية الجماهيرية التي يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة، يغيب الحديث عن تعاقدات بقية الفرق المشاركة في نفس البطولة.
الأمر يبدو مفهوماً على صعيد النقاشات الإعلامية والجماهيرية، لكن هل يبدو كذلك على مستوى لجنة الاستقطابات المسؤولة عن إعطاء الضوء الأخضر لتلك الفرق للسير في عمليات التعاقد؟
العديد من التساؤلات المشروعة التي لا تجد من يطرحها حول تعاقدات أكثر من 13 فريقاً في الدوري وهي الفرق غير المملوكة للصندوق بجانب القادسية المملوك لأرامكو السعودية، إذ الكثير منها لا يقدم الإضافة لتلك الفرق ولا للدوري ككل، إذ استمرت تلك الفرق على وضعها ولم تشهد تحسنا في مستوياتها ولم تظهر القدرة على المنافسة طيلة المواسم الستة الماضية التي شهدت دعماً حكومياً هائلاً دون وجود مخرجات واضحة تؤثر إيجاباً على الدوري وعلى تلك الفرق والتي تشكل منتجاً ونتيجة لذلك الدعم.
الأغرب من ذلك أن تعاقدات تلك الأندية والتي لا تنعكس على نتائجها وأدائها، تتم بمبالغ فلكية مقارنة بالمردود الفني، والكثير من الأسماء التي تم استقطابها جاءت بمبالغ عالية للغاية تفوق قيمتها السوقية العادلة وهذا يمكن استنتاجه من البحث عن قيمة عقود أولئك اللاعبين مقارنة بما تتمتع به الأندية من ميزانيات ضخمة.
تكرر الأمر لموسمين منذ أن استحدثت لجنة الاستقطابات التي لا يمكن أن يُقدم نادٍ على التعاقد دون العودة إليها، فهل تكتفي اللجنة بقبول طلب التعاقد أو رفضه فقط؟
هل تملك اللجنة القدرة على تقييم تعاقدات الأندية في الموسمين الماضيين ووضع تكاليف تلك الانتدابات والمردود الفني للأسماء المستقطبة في ميزان التقييم؟ هل تراجع اللجنة العقود ومبالغها وتبحث عن القيمة السوقية الحقيقية والعادلة لتلك العناصر مقارنة بالمبالغ المدرجة بتلك العقود وهو يعمل يجب أن تشارك فيه لجنة الاستدامة المالية ويكون لها دور فعال فيه.
تعاقدات الفرق ذات الجماهيرية والوهج الإعلامي الضعيف تتم في الظل بعيداً عن أعين النقاد الذين يركزون على الفرق «الكبيرة» في طرحهم، لكن ماذا عن لجنتي الاستقطاب والاستدامة، وهل تلك التعاقدات الضعيفة تخدم أهداف اللجنتين؟
أسئلة جديرة بأن تجد من يصغي لها، ويجيب عنها من خلال العمل على فحص تلك التعاقدات وتشديد الرقابة على إدارات الأندية التي تهدر الكثير من الأموال على صفقات خاسرة وضعيفة وتعمل بطريقة تحد من الاستدامة المالية في أنديتنا.