إن منظومة الحج والعمرة ومواسمهما منظومة أصبحت نموذجًا يتعلم العالم كله منه، بعض أو غالبية الدول قد تواجه معوقات في تنظيم بطولة رياضية أو حدث فني أو تجمع سياسي، لكننا في السعودية ننظم وندير وننجح في تنظيم أكبر حشد وتجمع بشري على وجه الأرض..
ليس الأمر تباهيا بالأسماء، أو تفاخرا بالألقاب، بل حقيقة تطبق يوميا على أرض الواقع، كل يوم يمر بنا تحت هذه السماء وفوق هذه الأرض هناك عمل دؤوب ممنهج مدروس متطور، كله يصب في خدمة ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، المقام الأول هو سلامتهم وأمنهم وأمانهم، الجهود التي تقوم بها الدولة توضح للعالم كله ماذا يعني أمان وسلامة وأمن عشرات الملايين الذين يزورون مكة والمدينة من معتمرين وحجاج، مختلف الجنسيات واللغات والثقافات والطوائف الإسلامية، واليوم وبعد انطلاق رؤيتنا المباركة 2030، ونهضتنا وتنميتنا التي وصلت إلى كل بقعة في الأرض أصبح الجميع يعلم جيدا حجم وخطورة ودقة هذه المهمة شبه اليومية، والتي تتجلى في موسم الحج من كل عام، بل وأصبح العالم كله يعرف مفاهيم الروحانية التي يجب أن يكون عليها الحجيج والمعتمرون أثناء تواجدهم، وبالتالي فإنه لا يجب أن يعكر عليهم شيء، من لحظات قرارهم بالقدوم وحتى وصولهم أرض المملكة إلى مكة والمدينة، وتنقلهم وأدائهم المناسك، وكل حركة لهم تحت مظلة الاهتمام السلامة والأمن والأمان.
مدير الأمن العام معالي الفريق محمد البسامي وخلال مؤتمر معرض الحج والعمرة 2025 السنوي، وفي جلسته الثالثة، أوضح مدى اهتمام وزارة الداخلية بأمن وسلامة ضيوف الرحمن، وأن هذا الملف هو الركيزة الأساسية التي تبنى عليها خطط مديرية الأمن العام، وكل الجهات المعنية بهذا الشأن، وأن الخطط الأمنية تتطور سنويا وتتحسن، وتذهب بنقاط تفصيلية أكثر تطورا، وأكثر استخداما للتكنولوجيا، وكذلك تطور مهارات وخبرات وقدرات العامل البشري الذي هو أساس كل شيء، وأن الخطة الأمنية هي خطة شاملة عامة، تتداخل فيها كافة الجهات المعنية بشأن ضيوف الرحمن، دون حدوث تعارض بين مهامهم، أو تقاطعات تحد من تميز الخدمات التي يقدمونها، حتى أننا هنا لا يمكن أن نقول خلية نحل، لأن كل جهة لها دور ومهام، والخطة الأمنية توحد جهودهم ودمجهم ليصبحوا مملكة نحل مكونة من آلاف الخلايا.
إن خبرة إدارة الأمن العام وبالأخص في ملف ضيوف الرحمن، خبرة تراكمية طويلة، إدارة الحشود وتنظيمها وتنقلها، ومن خلال غرف عمليات متطورة ومحدثة بشكل دوري، خاصة كيفية التعامل مع البيانات والمعلومات المدخلة في أجهزة التكنولوجيا، وكيفية الاستفادة منها، بيانات ضخمة مهولة، تحتاج إلى طاقات مستقلة بحد ذاتها لا شأن لها إلا ضيوف الرحمن، لكن حين نتحدث عن المملكة العربية السعودية، وأن هذا الملف تعنى به وزارة الداخلية أمنيا، وبتنفيذ من الأمن العام، فإنك هنا تتحدث عن قدرة وخبرة وقوة وصرامة، لهذا نقول السعودية العظمى، العظمى في كل شيء، معنويا وماديا وتنفيذيا وإبداعيا، والأهم في قلوب شعبها الطيب الذي يتطوع كله لخدمة ضيوف الرحمن من بقاع الأرض وأصناف البشر.
إن منظومة الحج والعمرة ومواسمهما منظومة أصبحت نموذجًا يتعلم العالم كله منه، بعض أو غالبية الدول قد تواجه معوقات في تنظيم بطولة رياضية أو حدث فني أو تجمع سياسي، لكننا في السعودية ننظم وندير وننجح في تنظيم أكبر حشد وتجمع بشري على وجه الأرض، وهذا ما تفضل به معالي البسامي في حديثه في الجلسة الثالثة من معرض الحج والعمرة 2025، وحين يقول نصا حرفيا: إن منظومة الحج تتحقق بالتكامل والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة والتناغم في الأداء، وعدم تعارض المهام أثناء التنفيذ، وذلك بخطط أمنية تدعم جميع القطاعات.
عندما يقول مدير الأمن العام: إن أمن وأمان وسلامة الحجيج هو خط أحمر، فهذا يعني أن هذا الخط الأحمر لا يمكن السماح بتجاوزه أو الإخلال به، وليس فقط من قبل المغرضين الحاسدين، بل أيضا هو يعني تعبيرا عن مدى اهتمام ولاة الأمر بهذا الملف، وأنه جل غايتهم، ولا يبخلون بشيء مهما كبر أو عظم أو علا؛ المهم وصول ضيوف الرحمن وأداء مناسكهم بروحانية صرفة، وتنقلهم بكل يسر وسلامة وأمان، ومن ثم عودتهم إلى بلادهم وأهلهم، لا يحملون في نفوسهم إلا كل مشاعر طيبة، يحمدون الله على تأديتهم للشعائر، وبين طيات حروف حمدهم هناك شكر وثناء ودعاء أن يحفظ الله المملكة قيادة وشعباً.