دشن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ولايته الجديدة بمنح شركة «بايت دانس» المالكة للتطبيق الشهير «تيك توك» مهلة 75 يوما للوصول لمشتر أميركي لكي يستمر التطبيق، وهو إحدى وسائل التواصل الاجتماعي الذي يحظى بجماهيره وإقبال كبير قارب 2 مليار متابع له، وهو الذي بدأ في 2017 على أنظمة أبل «OIS» و» أندرويد» التابع لقوقل، ووصل عدد متابعيه ما يقارب اثنين مليار وبنمو سنوي من رقمين، ومنافس كبير لوسائل التواصل الأخرى مثل فيس بوك وإنستغرام ويوتيوب، ولازال يحقق نجاحات كبيرة كنمو وأشاد الرئيس الأميركي بتيك توك لأنه ساهم بفوزه بالانتخابات الأخيرة.

هذا التطبيق اليوم يعتبر أحد مؤشرات ورموز حالة المواجهة الأمريكية الصينية «اقتصاديا» خاصة أن هناك شركة هواوي أيضا الصينية التي منع عنها برنامج «أندرويد» لأسباب مشابهة لطلب وقف «تيك توك» وهو الأمن القومي الأميركي، ومنها توجهت شركة هواوي التي تأسست في عام 1987م، وتوجهت لقطاع التكنولوجي خاصة الهواتف الذكية وتشغيل الاتصالات وشبكات الجيل الخامس وغيرها في مختلف دول العالم، ولكنها واجهت حظرا أميركيا، مما منعها من تشغيل هواتفها بنظام الأندرويد، ومنها عملت الشركة على ابتكار نظامها التشغيلي الخاص بها والذي أطلقت عليه اسم HARMONYOS NEXT لتتخلى عن نظام الأندرويد ابتداء من 2025 وهو نظام خاص كليا بهواوي.

في عام 2022 حظر على الصين من قبل الولايات المتحدة تصدير الرقائق الإلكترونية، بالطرف الآخر الصين حظرت من المعالجات الأميركية في الحواسيب والخوادم الحكومية التي تحظر رقائق «أنتل» و»إيخ إم دي» وتعمل الصين على تقليص اعتمادها على التكنولوجيا الأجنبية، وتشديد أميركي على منع الصين من الوصول لتقنية الرقائق الفائقة التطور، وزير الخارجية الأميركي ماركو ربيو الجديد بولاية الرئيس ترمب الحالي صرح خلال مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي وصف الصين «بالتهديد الأكبر» بل أنه وصف الصين» مارسوا الكذب والخداع وتسللوا وسرقوا لبلوغ مكانة القوة العظمى العالمية على حسابنا». الواضح أن الصدام الصيني الأميركي الاقتصادي سيكون على أشده خلال سنوات المقبلة، رغم أن حزمة القرارات قد تطال الصين أيضا برفع الرسوم على الأقل 10%، وهذا ما سيعزز تنافسية الدولتين اقتصاديا، وهو ما سيكون له الأثر - قد - يكون إيجابيا للصين التي ستدفعها للاستثمار في القطاع التكنولوجي والاعتماد على قدراتها وأثبتت نجاحات وإن لم تصل للمستويات التطور الأميركية، ولكنها تنجز الكثير وتعمل كما هي في سيارات الكهربائية، وقد تنجح بالاستغناء على أنظمة تشغيل هواتفها بنظام شركة هواوي الجديد، وأميركا ستواجه مشكلة السيطرة على التضخم في حال فرض رسوم أو حظر على الصين خاصة أن فوارق التسعير كبيرة ولا يمكن مجاراة الصين بأسعار اليوم، وأيضا سرعة التطور الصيني كما وصفها وزير الخارجية الأميركي بأنها «التهديد الأكبر».