العلاقات السعودية - الأميركية علاقات ممتدة عبر تاريخ طويل منذ لقاء الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - والرئيس روزفلت الذي أسس لتلك العلاقات فكان الأساس متيناً قوياً، تلك العلاقات بنيت على الندية وعلى المصالح المشتركة التي تؤدي إلى تعزيز الشراكة بين الرياض وواشنطن، وتأخذها إلى مجالات واسعة رحبة، فالعلاقات السعودية - الأميركية لا تقف عند مجال بعينه، بل هي متشعبة متنوعة تشمل معظم أوجه التعاون السياسي، الاقتصادي والأمني والعسكري، وهو أمر يجعل من شراكة الدولتين شراكة مميزة تنعكس في مجملها على الأمن والنمو الاقتصادي والتعاون العلمي على الإقليم، ولا تقف عند حدود الدولتين، فطالما كانت تلك العلاقات تصب في اتجاه المصالح المشتركة التي تحقق أهدافهما وتزيد من رسوخها وعمقها صلابة تجذرها.
العلاقات السعودية مع مختلف دول العالم علاقات متوازنة، ما أكسب المملكة احترام وثقة كافة العواصم العالمية التي تسعى لأن تكون لها علاقات مع المملكة التي لها كلمة مسموعة عند اتخاذ القرار الدولي لما لها من ثقل سياسي، اقتصادي وديني، وأيضا لحكمة قراراتها الموزونة ورأيها السديد، هذا الأمر له العديد من الشواهد التي تؤكد واقعيته وحقيقة أمره.
الاتصال الذي أجراه سمو ولي العهد برئيس الولايات المتحدة الأميركية أكد متانة العلاقة بين البلدين، والرغبة المشتركة لقيادتهما لتعزيزها أكثر مما مضى على كافة الأصعدة، من أجل ذلك أعلن سمو ولي العهد عن رغبة المملكة بتوسيع استثماراتها وعلاقتها التجارية مع الولايات المتحدة خلال الأربع سنوات المقبلة بمبلغ 600 مليار دولار، مرشحة للارتفاع حال أتيحت فرص إضافية، تلك الاستثمارات استثمارات نوعية تشمل الصناعات العسكرية، استكشاف الفضاء، تطوير استخدامات الذكاء الصناعي وتطوير الطاقة النووية، كلها استثمارات تمزج بين الحاضر والمستقبل، وتؤسس لمرحلة من مراحل التطور المستدام الذي تسعى المملكة إلى الاستفادة من إمكانيته استفادة قصوى.
الأمير محمد بن سلمان والرئيس ترمب ركزا في الاتصال الهاتفي على تعزيز الأمن والسلم الدوليين، ومكافحة الإرهاب وهو ملف مشترك بين البلدين له نتائجه الإيجابية التي انعكست على أمن الإقليم واستقراره وتنميته بشكل أكبر مما كان عليه.