أشاهد باستمتاع شديد برنامجاً تلفزيونياً من برامج المسابقات الخاصة بفن الأزياء، أجنبي، لأنه لا يوجد للأسف برامج عربية من هذا النوع، كان هناك برنامج من هذا النوع كانت ترعاه إحدى القنوات الضخمة، لكنه توقف حسب علمي، مع أنني أعرف أن أسماء كبيرة في عالم الموضة العربية والسعودية الآن كانت موجودة في بداياتها في ذلك البرنامج.
لا أعرف من يتابع هذه البرامج، وهل هناك الكثيرين الذين يتابعون الموضة والأزياء في العالم العربي، وأعتقد أن الجواب سيكون بالتأكيد، وإلا لماذا تعرض القنوات هذه البرامج وتحرص على ترجمتها.
كل هذا الحديث عن الأزياء على السجادة الحمراء في كل المناسبات والمهرجانات يدل على مدى عشق الناس لهذا الفن.
في السعودية، أصبح لدينا العديد من الأسماء المهمة والقوية والمبدعة في هذا العالم، وصلت أزياؤهم لمشاهير هوليود وغيرهم في أنحاء العالم، لكن أعتقد أن الإعلام لا يزال مقصّراً تجاههم، مازالت أسماؤهم مجهولة لدى الشارع، وحتى لدى المهتمين بالأزياء وأسماء البراندات، يستطيعون بسهولة أن يذكروا الكثير من الأسماء العالمية في عالم الأزياء، لكن لا يعرفون اسماً واحداً سعودياً.
أعرف أنه عالم حديث، وأننا الآن نبدأ، لكن، ذلك لا يعني أن لا نسلط الأضواء عليهم. عالم الموضة هو عالم الفن، وهو صناعة أيضاً، صناعة يستفيد منها الاقتصاد المحلي، لذلك وجب تشجيعها، لكن، وبعيداً عن هذا الحديث الوطني المهم، والذي انجرفت فيه بدون تخطيط، أريد أن أتحدث عن الأزياء والفن، وطرح السؤال القديم المكرر والذي لا يندثر عن علاقة الفن بالأزياء، وهو سؤال في الحقيقة يتكرر مع كل فن تطبيقي، وهذا يجرنا إلى السؤال عن علاقة الفنون التطبيقية بالفنون الجميلة، ولماذا تعتبر الفنون التطبيقية أقل شأناً ومتابعة أو ليست على نفس المستوى البرستيجي من الفنون الجميلة، بمعنى أن الفن يجب ألا يخدم أي منفعة سوى أن يتم تأمله والإحساس بجماله، كي يعترف به فناً جميلاً، ومع أن هذا المفهوم يتم التشكيك فيه في أحيان كثيرة، لكنه لا يزال ثابتاً عند البعض، بالنسبة لي الفن هو الفن، أستطيع أن أتأمل فستاناً جميلاً وأشعر بذات الغبطة التي أتأمل بها لوحة جميلة، وفي الواقع أصبح للأزياء متاحف مهمة، وربما لا يهتم نقاد الفن بالحديث عن الأزياء، لكن، هناك مؤرخين للأزياء، يعرفون مدى أهمية الأزياء كدليل على حضارة الشعوب.
مرة أخرى أتمنى من القنوات العربية أن تهتم أكثر بهذا الفن، أن ترعاه بشكل أكبر، وأن نرى في المناسبات القادمة فنانينا وهم يعلنون أسماء مصممي الأزياء لدينا كما يفعلون في الغرب، أعرف أن ذلك يحدث الآن، لكن أتمناه بشكل أكبر وبحرص أكثر.