مأمونية الغذاء مسؤولية كبيرة ودور مهم ربما لا ندرك معظم تفاصيله، في الوقت الذي ننعم فيه بجودة المنتجات، لكنَّ انعكاسها الإيجابي نراه في حالة الطمأنينة التي نشعر بها تجاه أيِّ غذاءٍ يُنتج في المملكة أو يأتي إلينا من الخارج، وهذا نتيجة الرقابة التي تعتمد على أنظمة تفتيشٍ متكاملةٍ تشمل فحص الأغذية المستوردة والمحلية، والتأكد من مطابقتها للمعايير الصحية والجودة المعتمدة، وذلك عبر عمليات تفتيش في مختلف مراحل سلسلة الإمداد الغذائي، بدءاً من الإنتاج والتخزين، مروراً بالتوزيع، وصولاً إلى المستهلك، مع فرض إجراءاتٍ رقابيةٍ لضمان عدم تجاوز الاشتراطات الصحية.
وتشمل إجراءات الرقابة إجراء الفحوصات المخبرية للكشف عن الملوثات الكيميائية والميكروبية التي قد تشكل خطراً على الصحة العامة. كما يتم التحقق من نسبة الإضافات والمواد الحافظة المسموح بها، مع متابعة طرق الحفظ والتخزين لتفادي أيِّ تغيراتٍ تؤثر في سلامة الغذاء.
ويدعم هذه الجهود وجود تقنيات تحليلٍ متقدمةٍ، مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي، التي تساعد على تسريع تحليل البيانات، وتحسين القدرة على اكتشاف المخالفات واتخاذ التدابير اللازمة قبل وصول المنتجات غير المطابقة إلى الأسواق.
كذلك تتم الرقابة أيضاً على مستوى المنشآت الغذائية، حيث يتم إجراء عمليات تفتيشٍ دوريةٍ للتحقق من التزامها بالمعايير الصحية في التحضير والتخزين والتداول. تشمل هذه الإجراءات التأكد من النظافة العامة، سلامة المعدات، طرق حفظ الأغذية، والتخلص السليم من المواد غير الصالحة للاستهلاك. وتُفرض العقوبات والغرامات على المخالفات التي قد تؤثر في صحة المستهلكين، بهدف الحد من التجاوزات وضمان الامتثال للمعايير الصحية.
وفي الأوقات التي تشهد ارتفاعاً في الطلب على الغذاء، مثل المواسم التي تستقطب أعداداً كبيرةً من المستهلكين، يتم تكثيف الرقابة لضمان جودة المنتجات المتوفرة، حيث تُجرى فحوصاتٌ إضافيةٌ على سلاسل الإمداد لضمان عدم تسريب أيِّ منتجاتٍ غير مطابقةٍ للاشتراطات. وتشمل هذه الجهود مراقبة درجة حرارة التخزين والنقل، وفحص المياه المستخدمة في عمليات التحضير، والتأكد من خلو المنتجات من أيِّ ملوثاتٍ بيئيةٍ أو ميكروبية.
إلى جانب عمليات الرقابة المباشرة، يتم تعزيز الوعي لدى المستهلكين حول أهمية سلامة الغذاء، من خلال حملاتٍ توعويةٍ تقوم بها الهيئة العامة للغذاء والدواء تسلط الضوء على الممارسات السليمة في اختيار المنتجات، وطريقة حفظها وتحضيرها بشكلٍ آمنٍ. كما يتم العمل على تطوير الأنظمة الرقابية باستخدام التقنيات الحديثة التي تتيح متابعة البيانات وتحليلها بفعاليةٍ أعلى، مما يسهم في تحسين الاستجابة للمخاطر الغذائية والحد من أيِّ تهديداتٍ قد تؤثر على الصحة العامة.
فهد القثامي