أغلق الهلاليون فترة الانتقالات الشتوية بصفقة يتيمة تمثلت بالبرازيلي كايو سيزار كلاعب مواليد (تحت 2003) وبقيمة بلغت 9 ملايين يورو، بينما نجح النصر بميزانيته (المحدودة) في ضم مهاجم أستون فيلا جون دوران بقيمة بلغت 90 مليون يورو ستذهب لخزينة النادي الإنجليزي الذي سجل بهذه الصفقة ثاني أكبر عملية بيع في تاريخه بعد صفقة بيع جاك جريليش للسيتي في 2021 بقيمة 117 مليون يورو، فيما سيحظى دوران براتب سنوي يبلغ 15 مليون يورو بحسب المصادر الأجنبية وهو ما يعادل خمسة أضعاف راتبه في أستون فيلا.

هذا الفارق المالي الكبير بين الصفقتين للناديين المملوكين لجهة واحدة جعل الهلاليين يتساءلون: أي الناديين أعلن عن فائض أرباح في ميزانيته بلغت 33 مليون ريال، وأيهما الذي أعلن عن وجود عجز بلغ 39 مليون ريال؟ وأيهما الذي تنتظره مشاركة تاريخية في نهاية الموسم تتمثل بكأس العالم للأندية بنسختها الجديدة الموسعة بمشاركة 32 فريقًا من أبطال قارات العالم وأعظم أنديتها؟!.

 

الهلال أعلن انتهاء علاقته التعاقدية رسميًا مع البرازيلي نيمار، واختار أن يبقى مواطنه لودي في قائمته على الرغم من تواجد متعب الحربي الذي حضر بصفقة باهظة، مغامرًا بسد احتياجه في الجناح الأيمن بالصغير كايو سيزار الذي لن يجد فرصة للمشاركة في كثير من المباريات خصوصًا بعد عودة مهاجم الفريق متروفيتش، في ظل إصرار البرتغالي خيسوس على إبقاء لودي عنصرًا أساسيًا ثابتًا في تشكيلة الفريق!.

الهلاليون كانوا يأملون في تحركات أكثر جدية وجرأة من صناع القرار الهلالي في الميركاتو الشتوي، وأن يتم على الأقل تصريف لودي بالبيع أو الإعارة، وتعويضه بلاعب أعلى جودة في مركز أكثر احتياج كالجناح الأيمن أو في وسط الملعب لإكمال ثنائية نيفيز وسافيتش، لكن صانع القرار الهلالي (أيًا كان) قرر إبقاء العادي لودي وسد احتياج الهلال في الجناح الأيمن بلاعب مواليد لن يجد له مكانًا في الغالب في قائمة الفريق محليًا!.  

تأجيل سد احتياجات الهلال ورفع جودة عناصره الأجنبية إلى نافذة يونيو التي ستمتد 10 أيام فقط، والتي ستسبق انطلاق كأس العالم للأندية بأسبوعين مخاطرة كبيرة، هذا إن تحققت الوعود وتمت الصفقات، وإن تم حسمها في 1 يونيو وليس في آخر الفترة، وتأثير هذه الصفقات إن تمت سيكون محدودًا بفعل عامل الانسجام والتأقلم.  

إدارة الهلال تفوقت على جميع إدارات الأندية في كثير من الجوانب الإدارية والتنظيمية والمالية والاستثمارية؛ لكنها لم تستطع أن تتفوق على إدارة النصر في جانب القدرة على تصريف اللاعبين سواء الذين حضروا ضمن برنامج الاستقطاب أو الذين تم جلبهم من خزينة النادي، كما تفوق صانع القرار النصراوي في قدرته على جلب لاعب مواليد بأكثر من نصف مليار ريال رغم ماله المحدود الذي تحدث عنه رئيسه التنفيذي؛ ورغم أنَّه كان قد صرف مئات الملايين في الميركاتو الصيفي على 4 أجانب جدد مقابل لاعبين في الهلال أحدهما يفترض أنَّه جاء كتعويض عن رحيل سعود عبدالحميد القسري، ورغم أنَّ النصر تكلف خلال هذا الموسم في دفع مخالصة باهضة لمخالصة مدربه السابق كاسترو، والتعاقد مع جهاز فني جديد بقيادة الإيطالي بيولي، ليخيل للمتابع الذي يقارن بين الصرف هنا وهناك أنَّ النصر هو من سيشارك في كأس العالم المقبلة في أميركا وليس الهلال!.