يحترم العالم الدول التي تحترم تاريخها وتراثها وثقافتها وقيمها من خلال انتماء وممارسات مواطنيها، وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان، والدول القوية هي تلك التي تلمس من مواطنيها قوة اهتمامهم بتاريخهم الطويل، وهم على معرفة تامة بتراثهم وثقافتهم على اختلاف مكوناتها، ويلتزمون بقيمهم، ويسهمون في نشر ما لديهم من موروث بكل فخر واعتزاز، هكذا تبنى الدول القوية التي تبقى وتستمر وتدوم، وتستمر الأجيال تلو الأجيال في تبني كل ما ينتمون له وينقلونه بعد ذلك لمن يليهم، وهكذا هي الدول القوية التي تحافظ على ما تملك وما تنتمي له مما يميزها عن غيرها من الدول والأمم.
نحن في المملكة نملك قيادة حكيمة تسهم في كل ما من شأنه تعزيز التاريخ والثقافة والتراث والقيم السعودية الأصيلة، لقد بدأت القيادة الرشيدة في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- رحلة جميلة ومميزة في إرساء قواعد الثقافة والتراث والقيم السعودية الأصيلة، والبحث عنه والتنقيب وتشجيع المواطنين على الاعتزاز به، وجاءت رؤية المملكة 2030 في محاورها الأساسية تدعم كل ما سبق وتسهم في الارتباط بالجذور والحفاظ على الهوية السعودية.
جاء توجيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بضرورة الاهتمام بقيم التعليم وتعزيز انتماء الطلاب الوطني، وذلك بإلزام وزارة التعليم السعودية، طلاب المدارس الثانوية الحكومية والأهلية بالتقيد بالزي الوطني «الثوب والغترة أو الشماغ»، بالنسبة للسعوديين، والتقيد بارتداء الثوب بالنسبة لغير السعوديين، ويستثنى من ذلك طلاب المدارس الأجنبية.
يتضح من توجيه سموه -حفظه الله- حرصه على ربط الأجيال الحالية والمُستقبلية بالهوية السعودية الأصيلة وتنشئتهم على الاعتزاز والافتخار بها.
إن تطبيق وزارة التعليم للتوجيه يوضح أن الالتزام بضوابط الزي المدرسي والمظهر الخارجي للطلبة أثناء الدوام الرسمي سيكون جزءاً من البيئة التعليمية، مبينة أن هذا القرار سيصاحبه حملات تعريفية وبرامج توعوية تستهدف الطلاب وأولياء الأمور؛ لتعزيز فهم أهمية تطبيق الزي الوطني السعودي أثناء اليوم الدراسي ودوره في بناء الهوية الوطنية للأجيال القادمة، فاللبس هو أحد مكونات الهوية الوطنية في أي مجتمع، لذا يجب أن نشجع أبناءنا في المملكة على ارتدائه والحفاظ عليه ومعرفة أنواعه وما المناسبات التي يرتدى فيها.. ومن هنا فإن التوجيه الكريم من سموه لوزارة التعليم يسهم من أجل توعية الأجيال وتعرفيهم به وانتمائهم له وارتدائه.
يعتز السعوديون بكل ما يملكون من تاريخ وثقافة وتراث وقيم، لذا فالدولة السعودية قيادة وحكومة ومواطنين هم أقوياء بكل ما لديهم.. حفظ الله هذا الوطن العظيم بكل مقدراته وقدراته.