لا يزال ملف توثيق تاريخ البطولات السعودية واحداً من أكثر الملفات سخونة، إذ ترتفع سخونته في كل مرة يجتمع ممثلو الأندية لبحث هذا الموضوع الجدلي والشائك، وهذه المرة كان الشباب حاضراً عبر خطاب احتج فيه على طريقة توثيق بطولة كأس الملك والمنهجية المتبعة في التوثيق.
والحقيقة أن هذا الملف وإن كان مهماً باعتباره يحفظ حق أبطال البطولات والمسابقات منذ نشأة كرة القدم السعودية، إلا أن طريقة التعامل معه تتم بشكل غريب ومنهجية لا تليق بعقود من العمل الرياضي والكروي الذي جعل المملكة واحدة من الدول المهمة في خارطة كرة القدم.
لا أفهم سبباً لاتباع آلية التصويت على كل عناصر منهجية التوثيق، فالتاريخ لا يُكتب بوجهات النظر، ولا يوثق بالتكتلات والقوة التصويتية، فنحن لسنا أمام انتخابات، أو تصويت على قرار يخص تنظيم مسابقة، أو تصويت على فقرات تخص النظام الأساسي للاتحاد أو أي من لوائحه، بل نحن أمام عقود من جهود وأعمال ومنجزات حققتها الأندية وتستحق أن توضع في مكانها الصحيح بعيداً عن الأمزجة والقوى التصويتية المبنية على تكتلات ليس هذا موضعها.
ماذا لو طلب اتحاد الكرة من جميع الأندية تقديم ما لديها من وثائق ورصد، وشكل لجنة من خبراء من داخل المملكة وخارجها من الدول التي مرت بتجربة مشابهة لتكون المعايير واضحة، فالاتحاد ووزارة الرياضة وحدهما من يملك حق وضع المعايير باعتبار كل المسابقات أقيمت بمشاركة أندية تحت مظلتهما.
لا أعلم كيف سينتهي هذا المشروع وهذا العمل الارتجالي العشوائي، وما ارتدادات وتبعات نتائجه التي ستحدث جدلاً فوق جدل، ولا أدري كيف ستكون نتيجة عمل تم البدء به أصلاً لتجنب غضب نادٍ ونقد مجموعة من الإعلاميين ليكون الاتحاد بعيداً عن المسؤولية بعد أن وضعها على عاتق ممثلي الأندية الذين سيبحثون عن مصالح أنديتهم قبل كل شيء.