كتاب (ركاب الليالي) لمؤلفه الأستاذ محمد بن فهد الفريح، كتاب يقول عنه الأستاذ محمد بن عبدالله الفريح في التمهيد إنه نافذة يطل من خلالها القارئ على حقبة من الزمن الماضي ويرى أن الذكريات بكل تفاصيلها وأبعادها مخزنا للإلهام والعطاء متى ما أحسن تفسيرها والتعاطي معها.

وفي التمهيد يستعير الأستاذ محمد بن عبدالله عبارة للكاتب الروائي والفيلسوف الروسي فيودور دوستويفسكي يقول فيها: الشتاء سيكون قارسا جدا على من لا يملكون الذكريات الدافئة.

أما المؤلف فيبدأ المقدمة بأبيات من الشعر:

الماضي اللي فات أسعد بطاريه

 الله على ذكراه في كل الأحوال

ولا بد أراعي خاطر لي وأداريه

ايلا دق هاجوس الحبايب على البال

الركب عابر والليالي تباريه

 والكل منا ينتظر دور رحال

من أراد من الجيل الحالي أن يتعرف على حياة القرى والمدن في المملكة قبل أكثر من 80 عاما، يتعرف على شكل المنازل وحجمها وتكلفة بنائها، المدارس وأساليب التدريس، وسائل النقل، الخدمات الصحية، وسائل الترفيه، العادات، الحياة قبل الكهرباء والراديو والتلفزيون وقبل الهاتف والتقنية، وقبل "غوغل" والذكاء الاصطناعي، من أراد أن يتعرف على تنظيم مناسبات الزواج والأعياد، والعلاقات الأسرية والاجتماعية، تربية الماشية ورعيها، موسم صيد الطيور المهاجرة، من أراد أن يتعرف على ما سبق وأكثر فهذا الكتاب الذي نتحدث عنه هو أحد الكتب التي توفر الإجابة والمتعة وتوضح للقارئ الشاب مسيرة هذا الوطن الذي لا يرضى بالركود.

الكتاب يتضمن سيرة المؤلف التعليمية والوظيفية ورحلاته داخل وخارج المملكة وذكرياته والمواقف التي مر بها في هذه السيرة وفيها كثير من المواقف الطريفة، كما يتضمن وصفا للرياض قبل خمسين عاما.

كيف كان وضع التعليم؛ يقول المؤلف إنه عندما افتتحت الرئاسة العامة لتعليم البنات مدرسة العطار الابتدائية للبنات عام 1388هـ لم يكن في ذلك الوقت من بنات القرية ولا حتى القرى المجاورة من هي مؤهلة للتدريس.

يقرأ الشاب هذه المعلومة عن تعليم البنات في ذلك الزمن ويفتح صفحة الحاضر فيجد المرأة السعودية معلمة وطبيبة وقيادية مشاركة فعالة في مجالات مختلفة في منظومة التنمية ومسيرة الوطن.

(ركاب الليالي) كتاب ممتع يستحق القراءة عن سيرة مواطن في مراحل حياته المختلفة التي تعكس -كما سيرة إنسان هذا الوطن في مختلف القرى والمدن- حجم التغيير والتطوير في المملكة في كافة المجالات.

تمنيت أن هذا الكتاب وأمثاله كثير يطلع عليها الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة لما فيها من فائدة معرفية وتربوية وثقافية.