في عام «1985» شاركت المملكة ولأول مره في مهرجان قرطاج الدولي للمسرح بعرض مسرحية «المهابيل» لفرقة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض، تأليف إبراهيم الحمدان وإخراج سمعان العاني وتمثيل عدد من الممثلين المعروفين في تلك الفترة، حيث قام الوفد المسرحي بزيارة للسفير السعودي آنذاك الأستاذ عباس فائق غزاوي -رحمه الله- وصادف أن كان الأديب طاهر زمخشري -رحمه الله- يتواجد في تونس العاصمة، فالتقى به الوفد في صالة الانتظار بالسفارة بعد خروجه من لقاء السفير، فاحتفى به الوفد واحتفى بهم، وسأل الزمخشري الوفد: إيش عندكم يا أولادي؟ فأخبره رئيس الوفد الأستاذ إبراهيم الحمدان بأنهم مشاركون بمهرجان قرطاج المسرحي بعرض مسرحية، فقال: ما شاء الله.. فين ساكنين.. أبغى أشوفكم وأجلس معاكم؟ فرد عليه الحمدان: ونبغاك تشرفنا بحضور العرض المسرحي، وفي مساء ذلك اليوم حضر لزيارتنا في الفندق مقر سكن الوفود، ودار حديث ودي حول المسرح وأهمية النهوض به في وطننا الغالي وقال كلمة لا تزال في الذاكرة «الحمد لله.. الحمد لله.. أشوف مسرحية سعودية تعرض في تونس قبل لا أموت» هذه الكلمة كانت تعبيراً صادقاً منه -رحمه الله- عن حبه للمسرح والتمثيل والذي لم يكن وليداً لذلك الموقف، بل لأنها كانت خلاصة تجربة فنية له في ممارسة العمل المسرحي والتمثيلي منذ منتصف السبعينيات الهجرية أوائل الخمسينيات الميلادية، حيث كان يقوم بإخراج بعض المسرحيات لجماعة المسامرات الأدبية التي تعتبر أقدم اتحاد ثقافي وشبابي، بين المعهد العلمي السعودي بمكة ومدرسة تحضير البعثات، من خلال إعداده وإخراجه البرامج التمثيلية في الإذاعة السعودية، ومن الأمثلة إخراجه لمسرحية في حفل اختتام نشاط لجنة المسامرات والذي أقيم بحضور عدد من الشخصيات البارزة، وقام بعد ذلك فريق من الطلبة بتمثيل رواية «مكافحة الأمية» من تأليفه، وكانت من إعداده وإخراجه وتمثيله مبشرةً بمستقبل مرموق للفن المسرحي، وله تمثيلية إذاعية «إسلام عمر» التي أعدها وأخرجها وبثت من خلال برنامج الأطفال بالإذاعة السعودية ومثلها عدد من الطلبة الصغار، منهم «محمد حسن موسى بدور سعيد، فيصل جميل سجيني بدور خالد، فؤاد طاهر زمخشري دور عامر، محمد أمين حسن موسى بدور رجل 1، محمد سعيد داغستاني بدور رجل 2، وعبدالله عبدالرحمن جفري بدور رجل 3، وقام بأدوار صبية مكة كل من «عبدالله أحمد زواوي، فائق أحمد جمال حريري، لطفي إبراهيم وحسن خياط» رحم الله من فقدناهم والذين تركوا لنا إرثاً فنياً خالداً، واطال بعمر الحي منهم على طاعته ومتعهم بالصحة والعافية.