ينعقد المنتدى السعودي للإعلام 2025 في لحظة حاسمة من تاريخ الإعلام العالمي، حيث تشتد التحولات الرقمية وتزداد أهمية الإعلام كوسيلة تأثير في المجتمعات، ومن خلال الحضور الرفيع المستوى من الشخصيات السياسية والإعلامية، ومشاركة الشركات الكبرى، ومناقشة قضايا حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، والاستدامة الإعلامية، والدبلوماسية الإعلامية، يعزز المنتدى موقعه كمنصة استراتيجية في صياغة مستقبل الإعلام في المملكة والعالم العربي..
مع تسارع وتيرة التحولات الرقمية والتكنولوجية التي تعيد صياغة معالم المشهد الإعلامي على مستوى العالم، يبرز المنتدى السعودي للإعلام 2025 كمنارة رائدة تجمع بين صانعي القرار، والرواد في مجال الخبرة، والمؤسسات الإعلامية الكبرى لتبادل الرؤى ومناقشة التحديات والفرص التي تعترض طريق هذا القطاع الحيوي.
سيبدأ المنتدى في قلب العاصمة الرياض بعد يومين، تحت شعار "الإعلام في عالم يتشكل"، ويُعد تجسيدًا جليًا للتحولات العميقة التي تطرأ على المشهد الإعلامي، بدءًا من الأثر الكبير للذكاء الاصطناعي، مرورًا بتحديات التضليل الإعلامي، وصولًا إلى إعادة صياغة أنظمة القوة الناعمة للدول.
في خضم هذه التغيرات الديناميكية، يظهر سؤال أساسي يتطلب التأمل: كيف يمكن للإعلام السعودي أن يواكب التحولات العالمية ويعزز من مكانته كمصدر فاعل للقوة الناعمة للمملكة؟، ويستعرض هذا المقال الأبعاد الاستراتيجية للمنتدى، وينظر في آفاق الإعلام السعودي في ظل التطورات الرقمية، والتحديات التي تواجهه، والفرص السانحة التي يمكن استغلالها لتعزيز التأثير الإعلامي السعودي على الساحة الدولية.
يأتي انعقاد المنتدى هذا العام كخطوة تعزز من مكانة المملكة كقوة إعلامية صاعدة، مستفيدة من تطور دورها الجيوسياسي ورؤيتها الطموحة 2030، بالإضافة إلى دورها الريادي في قيادة التحولات الرقمية والإعلامية.
تشهد النسخة الرابعة من المنتدى حضور شخصيات بارزة، من بينهم (بوريس جونسون) رئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق، الذي يمتلك خبرة غنية في التعامل مع الإعلام السياسي وتأثيره العميق على الرأي العام، ولا تكتمل الصورة دون وجود خبراء مهنيين عالميين، حيث يحل الصحفي المهتم بأخبار الشرق الأوسط "جون جامبريل"، مدير أخبار الخليج في "The Associated Press"، ضيفًا في المنتدى؛ لمناقشة مستقبل الصحافة في خضم التحولات الرقمية، وأهمية الصحافة الاستقصائية في مواجهة التحديات العالمية.
على الساحة السعودية، يبرز عدد من الشخصيات البارزة في مجالات حيوية مختلفة، كالأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، الذي يجسد تأثير الإعلام في تعزيز السياسات الخاصة بالطاقة على الصعيد العالمي. كما يستعرض معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، خبراته الواسعة في عالم الترفيه السعودي، بالإضافة إلى آخرين يساهمون في دفع عجلة التقدم في بلادهم.
من المسارات المهمة التي سيناقشها المنتدى "الذكاء الاصطناعي وتشكيل صناعة الإعلام الرقمي"، فالتقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، تعد من العوامل التي تعيد صياغة المشهد الإعلامي عالميًا، إذ شهدنا في السنوات الأخيرة دخول أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى عالم الصحافة والإعلام، مما خلق تحديات جديدة تتعلق بالموثوقية، والأخلاقيات، والتأثير على وظائف الإعلاميين.
وفي سياق النقطة السابقة، يشارك في المنتدى محرك البحث "جوجل"، الذي يقدم رؤيته حول كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز المحتوى الإخباري، وتحليل البيانات، ومكافحة الأخبار المضللة، كما يتيح المنتدى مساحة لنقاش تأثير هذه التقنيات على مصداقية الصحافة التقليدية مقابل الإعلام الجديد، وكيف يمكن تحقيق التكامل بين الصحافة الإنسانية والصحافة الذكية.
يشهد الاقتصاد الإعلامي تغيرات عميقة وجذرية، حيث تتصارع المنصات الرقمية العالمية مثل Netflix وSony Pictures وStarz وApple Music وShondaland في سباق محموم نحو إنتاج المحتوى وجذب الجماهير، ويناقش المنتدى سبل إعادة تشكيل وسائل الإعلام التقليدية في المملكة لتتناسب مع هذا التحول الكبير، ويبحث في إمكانية تطوير نماذج اقتصادية مستدامة تعزز من قدرة المؤسسات الإعلامية السعودية على المنافسة والازدهار في هذا المشهد المتغير.
تتجلى العديد من القضايا الملحة التي تستحق الطرح، منها: كيف يمكن للإعلام السعودي أن يفتح آفاقاً جديدة لتنويع مصادر دخله، ويتبنى نماذج اقتصادية مبتكرة؟ وما هو الدور الفاعل للشراكات الاستراتيجية مع المنصات العالمية في تعزيز الإنتاج الإعلامي المحلي ورفع مستواه؟ وإلى أي مدى يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث ثورة جذرية في عالم صناعة الإعلانات الإعلامية؟
يعتبر الإعلام من أبرز وسائل القوة الناعمة في العالم، وتدرك المملكة عميقًا أهمية استغلاله لإبراز هويتها الوطنية وما تحقق من إنجازات ورؤى طموحة، ومن خلال المنتدى، تُطرح تساؤلات محورية: كيف يمكن للإعلام السعودي أن يرتقي بمكانة المملكة في الساحة الإعلامية العالمية؟ وما هو دور الإعلام في تصحيح الصورة النمطية عن العالم العربي والإسلامي؟ وإلى أي مدى يمكن أن يسهم المحتوى الإعلامي في تعزيز استراتيجيات الدبلوماسية الثقافية للمملكة؟
يمكن القول إن المنتدى السعودي للإعلام 2025 ينعقد في لحظة حاسمة من تاريخ الإعلام العالمي، حيث تشتد التحولات الرقمية وتزداد أهمية الإعلام كوسيلة تأثير في المجتمعات، ومن خلال الحضور الرفيع المستوى من الشخصيات السياسية والإعلامية، ومشاركة الشركات الكبرى، ومناقشة قضايا حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، والاستدامة الإعلامية، والدبلوماسية الإعلامية، يعزز المنتدى موقعه كمنصة استراتيجية في صياغة مستقبل الإعلام في المملكة والعالم العربي. لذا، فإن نتائج المنتدى لن تكون مجرد مناقشات نظرية، بل ستمثل نقطة تحول في تشكيل مستقبل الإعلام السعودي وزيادة تأثيره على المستوى العالمي.. دمتم بخير.