قد يتصور البعض أن ذكرى يوم التأسيس مجرد احتفال سنوي، نستذكر فيه قصة نشأة بلادنا قبل نحو ثلاثمائة عام، بينما هو في حقيقة الأمر يومٌ نؤكد فيه علو كعب هذه البلاد المباركة بقيادتها الرشيدة وشعبها الطموح.
هي قصة شعبٍ بقي على العهد لثلاث حقب تاريخية متتالية، واجه فيها صعاباً وتحديات، لكنه كل مرة يعود أقوى، وهو ما نشهده اليوم من رؤية 2030، التي أضاءت لنا الطريق من جديد، برؤى أشمل وأهداف أوسع، نطمح من خلالها العبور إلى اقتصادٍ مستدام، وتأكيد الريادة السياسة والاقتصادية، التي لم تتغير منذ الدولة السعودية الأولى.
كلما بحثت في أرجاء المملكة الشاسعة تجد قصة إباء وشموخ، تقف على شواهد نهضة وتقدم، حكايا نسجت من عهود ولاء وحب، بين قيادةٍ ولدت من رحم هذه الأرض، وشعبٍ لا يرضى عنها بديلاً.
إنه يوم نؤكد فيها أننا ماضون إلى الأمام، مستمرون في قيادة الأمم، ليس على مستوى الإقليم؛ بل حتى على مستوى العالم، والشواهد على ذلك كثيرة ومتعددة، سواء من رعاية قمم المصالحات، أو جمع الشمل، أو حتى الدعم المعنوي والاقتصادي، من الأشقاء إلى الأصدقاء.
هذه الريادة تضع عل عاتقنا مسؤوليات جسام، وهي ما لا يقدر عليه سوى المملكة العربية السعودية، التي تؤكد دوماً على مواقفها الأساسية في دعم السلم والأمن الدولي، وما يتبع ذلك من سبل الازدهار الاقتصادي، الذي يعود بالنفع على الجميع.
بلادنا ومنذ تأسيسها قبل ثلاثة قرون وهي تضع الاستثمار في أبنائها على رأس الأولويات، ومن المدارس وحلق التعليم في الدرعية في عهد الإمام محمد بن سعود، إلى عدد غير محدد من الجامعات والمعاهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- رسالة تؤكد استمرار النهج.
يوم التأسيس يومٌ نؤكد وحدة التراب الوطني، وتماسك هذه الرقعة الشاسعة، التي يضرب بها المثل في وحدتها الصلبة، التي كانت خط دفاعنا الأول أمام كل التهديدات، وهاهم رجال القوات المسلحة يضربون اليوم أعظم قصص البذل والولاء، كما فعل أجدادهم من قبلهم.
احتفالنا اليوم فرصة لنستذكر تلكم العصور، وكيف وصلنا اليوم إلى مركزنا المرموق، وما صاحب ذلك من تضحيات جليلة، وعمل دؤوب، كلها تؤكد أننا دوماً رهن إشارة بلادنا الغالية على قلوبنا.
لا أروع من المناسبات الوطنية، تلكم الأيام التي تزيدك فخراً بانتمائك لوطن عظيم، تحت قيادة ندين لها بالولاء والحب، ونستذكر نعمة الله علينا، أن جعلنا مواطنين في دولة لا مثيل لها.
أسأل الله أن يحمي بلادنا وقادتنا، وأن يطيل في أعمارنا حتى نشهد مزيداً من النجاحات والتقدم، وحتى ننقل لأجيالنا القادمة قصة أعظم وحدة وطنية.