ما تحظى به مدينة الرياض من اهتمام وتطوير يسابق الزمن، يضعها خارج أي منافسة عالمية، وما المشروعات الكبرى العملاقة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –أيّده الله– منذ عدّة سنوات، ومن ضمنها مشروع المسار الرياضي الذي أعلن مجلس إدارته برئاسة سمو ولي العهد -حفظه الله- عن اكتمال المرحلة الأولى من مشروع المسار الرياضي وافتتاح خمس وجهات، ما هو إلا ترجمة حقيقية لهذا المسعى، وهو تعزيز مكانة مدينة الرياض في التصنيف العالمي، لتصبح واحدة من أفضل المدن ملاءمة للعيش في العالم، وبما يسهم في تحقيق أحد أبرز مستهدفات رؤية السعودية 2030، من خلال تعزيز الصحّة البدنية والنفسية والاجتماعية وبناء مجتمع ينعم أفراده بحياة كريمة ونمط حياة صحّي ومحيط يوفر بيئة إيجابية جاذبة لسكان مدينة الرياض وزائريها.
كما أن ثمة دلالة تؤكدها تلك المشروعات أن المملكة تكتب تاريخاً حضارياً غير مسبوق، كما أنها تعيد صياغة كثير من المفاهيم منها التحوّل الحضري العميق الذي يعيد تشكيل المساحات العامة، ويضع الإنسان في قلب التخطيط العمراني؛ فضلاً عن أن هذا المشروع يشكّل استثماراً في الصحة، والتنمية، والاقتصاد، حيث تفتح هذه الوجهات فرصاً استثمارية واعدة، وتعزز السياحة الرياضية، وتجذب الفعاليات الدولية، ما يجعل الرياض وجهة رياضية وترفيهية عالمية الطابع.
وكما جاء في الإعلان عن هذا المشروع فإن المرحلة الأولى تشتمل على خمس وجهات متنوعة وهي: وادي حنيفة، ووجهة البرومينيد، والجزء الواقع في تقاطع طريق الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مع طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول، والمسار الداخلي لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، والمرحلة الأولى لمتنزه الرمال الرياضي، وبذلك يصبح مجموع ما تم تنفيذه من أطوال في المشروع حتى حينه أكثر من 87 كيلو متراً. إن الرياض لا تكتب تاريخها فقط، بل إنها ترسم معالم الغد، وتعيد صياغة مفهوم المدينة الملائمة للحياة، ولذا فلا غرو أن تكون مشروعاتها مُصمَّمة وفق أعلى المعايير العالمية ما جعلها مدينة تتناغم فيها الحداثة مع الأصالة، وتتحوّل الأحلام فيها إلى مشروعات تنموية عملاقة، تقودها إرادة فذّة لا تعرف المستحيل؛ إذ من المقرر أن يصبح المسار الرياضي أكبر متنزَّه طولي في العالم، حيث سيربط مدينة الرياض من الغرب إلى الشرق عبر مسارات للدراجات بطول يبلغ مجموعه 220 كيلومترًا، ومسارات للمشاة بطول أكثر من 135 كيلومترًا، وسيحتوي على أكثر من 50 موقعًا للرياضات المتنوعة، وأكثر من 3 ملايين متر مربع من المناطق الاستثمارية المميزة.
إن اكتمال هذه المرحلة من المشروع يجسّد المسيرة الطموحة لبلادنا، وهي تتجه نحو آفاق أرحب، وتجعل من العاصمة "الرياض" المدينة الأكثر حيوية، باعتبارها مدينة إنسانية تحتضن الجميع في مساراتها الرحبة، وأثبتت في كلّ مراحلها وقفزاتها المذهلة أن التنمية ليست مجرد مشروعات، بل رؤية شاخصة واقعاً، ومساحات تنبض بالحياة.