تبرز هوية التراث العمراني الفريد عبر تأصيل جماليات العمارة المحلية وتحقيق عنصري الأصالة والتكامل من خلال إعادة إعمار المساجد التاريخية، وهو مشروع أطلقه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في عام 2018م لتطوير 130 مسجداً تاريخياً وإعادة تأهيلها في 10 مناطق بالمملكة.

يصل أقدم المساجد المعاد تأهيلها إلى 1432، فيما يبلغ أحدثها عمراً 60 عاماً، ويعود بعضها إلى عهد الصحابة، رضوان الله عليهم، فيما مثلت أخرى منارات علمية في حقب زمنية مختلفة.

اعتمد في تنفيذ المشروع على شركات سعودية ذات خبرة في تأهيل المباني التراثية وإعادة ترميمها، لضمان الحفاظ على الهوية العمرانية الخاصة بكل مسجد منذ بنائه الأول، ومراعاة التفاصيل الدقيقة لتوافقه مع روح المكان وهويته.

يعمل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية على تحقيق التوازن بين معايير البناء القديمة والحديثة بطريقة تمنح مكونات المساجد درجة مناسبة من الاستدامة، وتدمج تأثيرات التطوير بمجموعة من الخصائص التراثية والتاريخية.

ويعد مسجد الرويبة في بريدة «أحد أبرز المساجد التي يستهدفها مشروع الأمير ‫محمد بن سلمان‬ لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية، حيث سيُعاد بناؤه ويحافظ على خصائص سقفه المكون من 3 عناصر طبيعية هي الطين وخشب الأثل وجريد النخل.‬

ويتميّز مسجد الرويبة بسقفه المكون من عناصر طبيعية تحتفظ في تفاصيلها بإرث عمراني أصيل، حيث إنه مبني على الطراز النجدي الفريد في فن العمارة الذي يتميز بقدرته على التعامل مع البيئة المحلية والمناخ الصحراوي الحار، إذ تشكيل عناصر الطراز النجدي انعكاسًا لمتطلبات الثقافة المحلية.

إطلاق المرحلة الثانية من مشروع تطوير المساجد التاريخية أتى بعد الانتهاء من المرحلة الأولى التي تم إطلاقها مع بداية المشروع في العام 2018م، حيث شملت إعادة تأهيل وترميم 30 مسجدًا تاريخيًا في 10 مناطق.

ويندرج المشروع تحت مجموعة من الأهداف الإستراتيجية، تتلخص بتأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة، واستعادة الأصالة العمرانية للمساجد التاريخية، وإبراز البعد الحضاري للمملكة، وتعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية، كما تسهم في إبراز البُعد الثقافي والحضاري للمملكة الذي تركز عليه رؤية المملكة 2030 عبر المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة.