يشهد التسويق الرياضي عالمياً تطورًا هائلاً بفضل التحولات الرقمية، والابتكارات التقنية، إضافة إلى حرص الأندية وروابط الدوريات حول العالم على تحسين تجربة المشجعين وتعظيم العوائد التجارية. وتلعب التقنية دوراً كبيراً في تعزيز التفاعل الجماهيري، والإبداع في تفعيل الرعايات الرياضية، وخلق مصادر دخل جديدة للأندية.

وبحكم أن الدوري السعودي تطور كثيراً وأصبح يتابعه الكثير من الجماهير حول العالم، فقد حان الوقت لأن تقوم رابطة دوري المحترفين وأندية دوري روشن بالاستثمار الكبير في التقنية لتعزيز الابتكار في تسويق الدوري السعودي كمنتج لجميع دول العالم. ولعل أبرز التقنيات التي أنصح بالاستثمار فيها والمسارعة بتفعيلها هي تقنية DBR (Digital Billboard Replacement)، التي سبق أن تحدثنا عنها في مقال مستقل وأحدثت نقلة نوعية في الإعلانات داخل الملاعب، حيث تتيح هذه التقنية استبدال الإعلانات التقليدية على الشاشات الجانبية بإعلانات ديناميكية مخصصة لكل منطقة حول العالم، مما يزيد من جذب الشركات الراعية والمعلنين حول العالم وبالتالي تتضاعف إيرادات الأندية.

كذلك أنصح بالاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، حيث إن الذكاء الاصطناعي (AI) سيصبح في المستقبل القريب جداً ركيزة أساسية في استراتيجيات التسويق بشكل عام والتسويق الرياضي بشكل خاص، حيث يمكنه تحليل بيانات الجماهير بشكل أكثر دقة، مما يساعد الأندية على تقديم عروض مخصصة، وبرامج ولاء مبتكرة، وتوصيات محتوى تفاعلي تناسب كل مشجع، وهذا يعني أن كل مشجع سيحصل على تجربة شخصية فريدة، سواء عبر التطبيقات أو قنوات البث الرقمية.

ومن التقنيات التي أتمنى الاستثمار فيها هي تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، حيث ستتطور استخدامات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) في تعزيز تجربة المشجعين، سواء داخل الملاعب أو عبر المنصات الرقمية. إذ سيتمكن المشجعون من عيش تجربة ثلاثية الأبعاد لمباراة فرقهم المفضلة، عبر الدخول إلى «غرفة الملابس» افتراضيًا قبل المباراة، مما يزيد من تفاعلهم وشغفهم بالدوري.

وبحكم أننا في المملكة بصدد إنشاء عدد من الملاعب حول المملكة فإنها بلا شك ستأخذ طابع الملاعب الذكية والتجارب التفاعلية، حيث سيكون للملاعب الذكية دور حاسم في تحسين راحة المشجعين وتجربتهم، وسيتم اعتماد الملاعب الجديدة على تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) لإدارة الحشود، وتوفير خدمات مثل: طلب الطعام والمشروبات عبر التطبيقات، أو الدخول إلى الاستادات الرياضية عبر التعرف على الوجه، مما يقلل من أوقات الانتظار ويزيد من رضا الجماهير.

ختاماً، هناك مستقبل تسويقي كبير للدوري السعودي في حال تم الاستثمار في التقنيات الحديثة التي ستخلق تجارب متطورة وجديدة للمشجعين وللشركات الراعية، وستساهم التقنية بتحقيق الاستدامة المالية للأندية، وتعزيز جاذبية الدوري السعودي، وسيصبح الدوري نموذجًا عالميًا في التسويق الرياضي الرقمي والتقنيات الذكية.