2025 – 2030 نعم خمس سنوات متبقية، ليس لتحقيق الرؤية فقط فالجميع يعلم أننا بفضل الله سبحانه تجاوزنا الكثير من المستهدفات وحققنا في زمن قياسي إنجازات وطنية باهرة، لكن هي خمس سنوات حاسمة للفرد قبل المجتمع. فالنجاح اليوم يتجاوز فكرة النجاح الشخصي لنكون مجتمعاً حيوياً بالفعل. حيث جعلت الرؤية المجتمع الحيوي من الركائز الأساسية لها، من خلال أن تكون الحياة الصحية والأسر السعيدة والمتماسكة هي القلب النابض والمحرك الذي يضخ في شرايين المجتمع.

الحيوية هي النشاط والتجدد، والحراك والتأثير فكما أن للجسد طاقته وحيويته فإن للأفكار إبداعها وتوقدها، والمجتمع الحيوي بلا شك هو المجتمع المتفاعل والمتطور والذي يجعل الاستدامة وسيلته الأهم. وتأتي القدرة على مواجهة التحديات من أهم علامات الحيوية المجتمعية التي تضمن الاستقرار وتعزز الأمان. فالأمن الاجتماعي هو اللبنة الأولى للأمن الاقتصادي والثقافي والفكري حيث يجد الأفراد الطمأنينة والحماية من التهديدات والإيمان بقيم العدالة، بالتالي تزداد اللحمة الوطنية ويحد من الجرائم والتعديات، وهذا بالفعل ما نشهده اليوم مع تعزيز منظومة الأمن الاجتماعي في ظل رؤيتنا الرائدة.

لعل هذا المقال يكون رسالة تذكير للجميع بأن الوقت اقترب، احتفل بما تم إنجازه وخطط جيداً للقادم. الوطن الطموح يستحق مواطناً طموحاً، يستحق أن تستيقظ باكراً لتمارس عملك وأنت تستحضر أن كل ما تعمله كقطعة البازل في اللوحة الأكبر، التمكين ليس هبة أو صدفة هو استحقاق للمجتهدين، الطموح الصحي ليس مجرد مشاعر عابرة إنما وضع أهداف وتطور مستمر في العمل وتحفيز ذاتي ومهني للإنجاز. قد يظن البعض أن الطموح فرض كفاية لكن كونك مواطناً سعودياً فهو بالفعل فرض عين.

وما بين الطموحات الشخصية والمهنية والاجتماعية، فإن الوقت هو الفيصل. ما أجمل الوعي وما أقبح الجهل، والوعي الزمني في نظري واستشعار عداد الأيام والساعات من صفات الفكر المنطقي، بل يمكن للجميع رؤية الفرق بين الإنسان الذي لديه وعي واستشعار لقيمة الوقت وبين الذين لا يبالون ويتفاخرون بالكسل. لنعمل جميعاً كل من موقعه ونتذكر أننا أبناء هذا الوطن الذي قدم لنا كل شيء، وهو الذي يستحق منا كل شيء عقلاً وفكراً وروحاً ودماً، حفظ الله موطني، ودمتم بخير.