كل التوقعات اتجهت نحو الاتحاد لتحقيق لقب الدوري بعد الانتصار الثمين الذي حققه الأهلي ليلة الأول من رمضان على الهلال باعتبار أن الاتحاد كان قادرًا على تجاوز مواجهة الأخدود بسهولة عطفًا على فارق الإمكانيات والعناصر والموقع على سلم الترتيب، ولكن أبناء نجران كان لهم رأي آخر ورفضوا أن يكونوا لقمة سائغة للاتحاد.
قلتها قبل مواجهة الاتحاد والهلال في الكلاسيكو، إن نتيجة تلك المواجهة لن تحسم لقب الدوري على الرغم من أن الاتحاد خرج منتصرًا، ولكن منذ تلك المباراة خرج الاتحاد ومازال غائبً، حيث تعادل في مواجهتين أمام الخليج والأخدود، بل وكاد أن يخسرهما لولا قتالية مدافعيه وحارسه رايكوفتش.
حسابيا مازال الأمل قائماً لخمسة فرق للمنافسة على لقب الدوري الاتحاد والهلال والقادسية والأهلي والنصر، ومازالت الكرة في الملعب، وقد تشهد الجولات الأخيرة لعبة الكراسي وتتغير مواقعها في سلم الترتيب ونشهد ترتيبًا غير متوقعًا على مستوى الصدارة قد لا يكون الاتحاد والهلال أحد أطرافه.
مهر الدوري غالٍ ويحتاج إلى قتالية حتى الرمق الأخير، وفارق النقاط والابتعاد عن أقرب منافسيك في سباق الدوري لا يمكن التسليم به إطلاقًا حتى الجولات الأخيرة، فهناك متغيرات وظروف قد تعصف بالفريق المنافس، بخلاف أن رغبة البقاء لأندية المؤخرة في سلم الترتيب قد تجعلها تقاتل من أجل الفوز وتحقيق النقاط الثلاث.
وبصريح العبارة أستغرب من أمرين: الأول، هي الأجواء الاحتفالية في الاتحاد بعد الانتصار على الهلال، وخسارة الهلال من الأهلي، وكأن الهلال هو المنافس الوحيد على اللقب بينما القادمين من الخلف كالقادسية والأهلي هم أشد خطرًا على الاتحاد من الهلال والذي لن يتنازل هو الآخر عن أي فرصة من أجل تحقيق لقب الدوري، أما الأمر الآخر هو برود الأداء للاعبي الاتحاد وكأنهم هم الآخرين ضمنوا اللقب وتحقيقه فأصبحوا لا يبذلون أي عطاء.
نتيجة الاتحاد أمام الخليج والأخدود بمثابة قرصة أذن للاتحاديين إن أرادوا لقب الدوري، وابتداء من مواجهة القادسية الصعبة جدًا يجب على الاتحاديين إدارة ولاعبين وجهازاً فنياً وجمهوراً العودة للملعب، فخارج الملعب لن تتحقق الإنجازات، وفارق النقاط الست يجب أن يقاتلوا عليه تحسبًا لأي صعوبات مستقبلية قد تواجه الفريق في المنعطف الأخير من الدوري.
نقطة آخر السطر:
قدم الأهلي مباراة كبيرة أمام الهلال في ليلة رمضان، ولو كان الأهلي بعافيته منذ بداية الصيفية، فلربما رأيناه منافسًا صريحًا على اللقب رغم أن فارق العشر نقاط بينه وبين المتصدر ليس ببعيدة، وأتوقع أن دخول الأهلي على خط المنافسة ستكون بمثابة جرس إنذار وناقوس خطر على الجار الاتحادي والذي قد يستعيد عافيته قريبًا.
الأندية السعودية التي تمثلنا خارجيًا ينطبق عليها المثل القائل «عين على الشحمة وعين على اللحمة» ولا أعرف صراحة هم يركزون على لقب الدوري أم بطولة النخبة الآسيوية في ظل الظروف الحالية التي تشهدها تلك الأندية من إصابات وغيابات وإرهاق يتحمله في المقام الأول مدربو تلك الفرق وتحديدًا الهلال.
النتائج في رمضان فتحت شهية الأندية على لقب الدوري، ورغم خسارة النصر من العروبة إلا أنه مع الأهلي قادران على إحداث فرق كبير في سلم الترتيب ما لم يصحَ الاتحاديون من سباتهم الحالي، والذي أعتقد أنه لن يطول.