كلنا متفقون على أن الإعلام وسيلة لتحقيق الأهداف والغايات، منذ قديم الأزل، وتحت أي مسمى كان، فإن الإعلام أداة تستعمل وليس غاية تنشد، مع الإعلام في حد ذاته غاية كفكرة، ولكن على مستوى التطبيق الواقعي يكون أداة ووسيلة، وفي مملكتنا مررنا بمراحل متعددة مع الإعلام حتى وصلت مسيرتنا إلى نقطة الانطلاق نحو رؤية 2030، التي بدأنا معها ومنها بتغيير مفهوم الإعلام، وبدأنا نصنع إعلامنا الخاص، وأصبحت الغاية هي صناعة القوة الإعلامية المعززة للمسيرة التنموية الشاملة التي تعيشها المملكة اليوم، ومن ضمن مراحل صناعة القوة الإعلامية السعودية يأتي المنتدى السعودي للإعلام في نسخته للعام 2025.

لا شك أن هذا المنتدى يعد حدثا بارزا، نتمكن من خلاله من تعزيز الدور الإيجابي الذي تقوم به المملكة خدمة لمصالحها الوطنية، وإسهامه في صناعة إقليم جغرافي متطور في المجالات كافة، وذلك من خلال التواصل مع المؤسسات الإعلامية العالمية، وتقديم ملف سعودي متجدد يتحدث عن الواقع الذي نعيشه اليوم، من ازدهار ونمو في كل المجالات، وإن كان الحديث في المنتدى يتناول مصطلحات إعلامية كتنمية إعلامية مستدامة، لكن الغاية والهدف هو التنمية الوطنية المستدامة، اقتصاديا وسياسيا وسياحيا وتكنولوجيا.. إلخ، وكذلك فرصة ممتازة للإعلام السعودي للتواصل وتبادل الخبرات، وهذا المنتدى أصبح ركيزة إعلامية ثابتة بشكل دوري، وأصبح محط أنظار العديد من صناع التغيير وبناة الإعلام على مستوى العالم، وبما أننا ذكرنا كلمة صناع التغيير، فسوف أقف عند مقطع بسيط من كلمة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، حول مفهومه عن صناع التغيير.. سموه قال: "إن صناع التغيير في العالم، لا بد وأن يكون التغيير في مرحلته الأولى قد شملهم هم أنفسهم"، سموه في هذه الجزئية وجه رسالة قوية، لأنه من غير المعقول أن تكون من صناع التغيير والتغيير لم يشملك، وهنا أخذتني الكلمة لكي أتحدث عن جزئية المشاركين من الإعلاميين الدوليين أولا، وكيف يكون دورهم في مؤسساتهم الإعلامية قبل المشاركة وبعد المشاركة في تناولهم للملف الإعلامي السعودي، وهل هي مشاركة شرفية؟ أو فعلا يحدث التغيير معهم؟ لا أتخيل مشاركة شخصية إعلامية في المنتدى وهو قبل المنتدى لم يتناول أي شيء عن المملكة، وبعد المنتدى لم يكن سوى خبر مشاركته أو تغطيتها، لهذا فإن الغاية من المنتدى أن يكون وسيلة، وهنا أيضا انتقل إلى الحديث حول المشرفين على هذا المنتدى وكيف كنا وكيف الحال اليوم.

معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري، ورئيس المنتدى الأستاذ محمد الحارثي، يعملان ضمن رؤية وطنية شاملة، وسعيهم واضح جلي نحو بناء وصناعة إعلام سعودي متخصص وخاص، نعم نحن اليوم نتناول مصطلحات مثل تبادل الخبرات الإعلامية، ولكن حقيقة وما هو جلي واضح، أن الرؤية الإعلامية لدى وزير الإعلام هي صناعة منظومة إعلامية سعودية، تصبح مركزا لتصدير الإعلام المجرب، وأن نصبح في المملكة منصة إعلامية قادرة ليس فقط على رصد النجاح الوطني، بل رصد أي نجاح على مستوى العالم، وأن يصبح المنتدى السعودي للإعلام، منصة يطمح إليها مبدعو العالم لكي يقدموا أنفسهم ويروجوا لإبداعاتهم.

وزير الإعلام والأستاذ الحارثي، ومن خلال تنظيم المنتدى، واضح كيف تمت عملية التنسيق لكي يقدموا الحرف الإعلامي السعودي، هذا الحرف يمتلك خبرات وإمكانيات قل نظيرها على مستوى العالم تاريخيا، أما اليوم والمستقبل، وما يتوفر لدينا من إمكانيات ومساحات إعلامية، وما يرافقها من قصص نجاح سعودية، فإن الشباب السعودي لا بد أن يكون لهم دور أكبر في كيفية صياغة رؤيتهم للمستقبل والتعبير عنها، وهذا هو روح كلمة معالي الوزير، نعم النجاح لا يحدث فجأة، ولكنه يصنع ويزرع ويراعى ويسقى ويتابع، ولأن الإعلام -كما قلنا- في جوهره وسيلة، فكلما كانت هذه الوسيلة قوية ومستدامة ومتناغمة مع متغيرات العصر، كانت الغاية أسهل تحقيقا ووصولا ونجاحا.