بمبادرات نوعية اعتادت المملكة على صناعة الخير، وتفعيل برامجه والارتقاء بمشروعاته بشكل مُمنهج ومستدام، للوصول بثمراته إلى أكبر عدد من المستفيدين، وإذا كانت هذه البرامج والمشروعات متواصلة طيلة شهور العام، فهي تكون مكثفة خلال شهر مضان المبارك، حيث تتنافس مؤسسات الدولة والأفراد في عمل الخير، طمعاً في كسب الثواب من عند الله، بتشجيع من ولاة الأمر الذين لا يدخرون جهداً في دعم كل المبادرات الإنسانية والخيرية.
وتجسد حملة جود المناطق في نسختها الثانية، التي دشنها أمراء المناطق نموذجاً فريداً لصناعة الخير في المملكة، ليس لسبب سوى أنها تمنح الفرصة لجميع الجهات الحكومية، ومعها مؤسسات وشركات القطاع الخاص، والقطاع الثالث، والمواطنون، للمشاركة في الحملة التي تستهدف في الأساس تعزيز الوعي الاجتماعي، والمساهمة في توفير حلول سكنية مستدامة للأسر المستحقة في مختلف المناطق، بما يرتقي بالتنمية المجتمعية، ويرسّخ ثقافة العطاء والتكافل الاجتماعي، التي يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف.
ويعكس التبرع السخي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بقيمة 150 مليون ريال لدعم الحملة، التزام القيادة الرشيدة بدعم الأعمال الخيرية، والإسهام في تحسين ظروف الحياة للمواطنين الأكثر حاجة، كما أن هذا الدعم يعزّز من قيم التضامن الاجتماعي، ويُسهم في توفير المسكن الملائم للأسر المحتاجة في أنحاء المملكة كافة؛ فضلاً عن كونه أحد مشاهد التلاحم والتكافل بين أبناء الوطن، لتأمين حياة كريمة للفئات المحتاجة.
الحملة التي أطلقتها منصة «جود الإسكان»، إحدى مبادرات مؤسسة الإسكان التنموي الأهلية (سكن)، تُعدّ امتدادًا لنجاحات الحملة في نسختها الأولى، التي أسهمت في تحقيق أهدافها النبيلة، بتأمين منازل مناسبة للأسر المحتاجة، هذا بخلاف المبادرات الإنسانية الأخرى، التي تتبناها الدولة، وتؤمن احتياجات الأسر المحتاجة، في مشهد إنساني فريد من نوعه، يترجم رؤية القيادة الرشيدة في تعزيز استقرار الأسر، وتحقيق رفاهيتها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي تسعى المملكة للوصول إليها من خلال توفير بيئة ملائمة لجميع المواطنين.
وإذا كانت حملة جود المناطق تمثل نموذجاً لصناعة الخير داخل مناطق المملكة، يبقى مركز الملك سلمان للإغاثة، ببرامجه ومشروعاته المتنوعة النموذج الأبرز لصناعة الخير خارج الحدود، ما يؤكد للجميع ريادة المملكة في ابتكار وتنفيذ المبادرات الإنسانية النبيلة ورعايتها، إلى أن تحقق جميع أهدافها.