يمهد لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء برئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، لانطلاقة جديدة للعلاقات السعودية - اللبنانية في مختلف المجالات، وفي مقدمتها الشراكة الاقتصادية، تماشياً مع تطلعات اللبنانيين في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً.
تاريخيًا، دعمت المملكة أمن لبنان واستقراره وساندته سياسياً، واقتصادياً واجتماعياً، وساهمت في وقف الحرب الأهلية عبر «اتفاق الطائف»، واليوم في الرياض ثمة بوادر لعودة لبنان لأخذ مكانه الطبيعي في محيطه العربي واستعادة تأثيره الإقليمي والدولي.
ورغم التداعيات السياسية الماضية التي غيبت لبنان، إلا أن المملكة كانت حاضرة مع اللبنانيين، وأطلقت حزمة من المساعدات الإنسانية المستمرة، كما سيرت جسراً جوياً لمساعدة الشعب اللبناني لمواجهة ظروفه الحرجة، تضمن إرسال 27 طائرة تحمل مساعدات إغاثية تشتمل على مواد غذائية وإيوائية وطبية.
لبنان الذي يريد طي صفحة الماضي، ينظر إلى المستقبل عبر مرحلة عنوانها «الشراكة العربية» وفي مقدمة ذلك تعزيز العلاقات مع المملكة، استشراف هذا المستقبل يمكن أن نقرأه من خلال البيان السعودي - اللبناني المشترك الصادر في ختام زيارة الرئيس اللبناني، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما أكدا أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، وأهمية دعمه، وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية.
واتفق الجانبان على ضرورة تعافي الاقتصاد اللبناني وتجاوزه لأزمته الحالية، والبدء في الإصلاحات المطلوبة دوليًا وفق مبادئ الشفافية وتطبيق القوانين الملزمة.
كل ذلك يعني أن لبنان يسير في الطريق الصحيح بمباركة المملكة الساعية دومًا لخير الأمة وصونها.