ما أجمل الكتابة عن شهر رمضان، شهر الخير والبركات، وشهر الدعوات والأمنيات. يطل علينا رمضان، شهر الصوم والعبادة والتقوى، وروزنامة البهجة والمتعة والسلوى، شهر الخير والمغفرة والذكر، وشهر المحبة والأنس والسعادة. الكتابة عن هذا الشهر الفضيل والزائر الجميل كتابة لا تُشبهها كتابة، وخاطرة تحمل في طياتها كل معاني الألق، الكتابة عن شهر رمضان رحلة مدهشة ومناسبة قدسية، تُعيد تأثيث أرواحنا المتعبة التي اشتاقت لمعانقة الأحلام، وتُعيد توجيه مشاعرنا المرهقة التي تاهت في غربة الأوهام.
"شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"، حكاية بانورامية مذهلة تتأنق فيها الكلمات والذكريات، وبشارة طمأنينة تتلألأ حولها التسابيح والمناجاة. شهر رمضان بكل ألقه وعبقه، موسم غني بالبذل والعطاء وفرصة سانحة لنسج روابط الألفة والصفاء. شهر رمضان الكريم، الأمس واليوم والغد، هو شهر العطاء واللقاء والسلام، وهو فانوس الفرح الذي يُضيء كل القلوب والأرواح والمشاعر، وهو سجادة الصلاة التي تتناجى حولها آيات الذكر والعبادة والدعاء، وهو أنشودة الفرح التي تتغنى بها كل معاني الحب والسكينة والنقاء.
شهر رمضان الفضيل، فرصة رائعة لنسج كل ألوان الفرح والبهجة، تماماً كما هو زاوية أنيقة تتهجد بقراءة القرآن وأمنية كريمة تعشق الدعاء. شهر رمضان الفضيل أصبح "ذروة موسمية" لكل أشكال وأصناف البضائع والسلع، وسباق محموم لكل الشاشات والمحطات لتُقديم كل ألوان ومستويات الفن والترفيه والدراما، وهذا بلا شك أمر معتاد وطبيعي منذ عقود طويلة، فأيام وليالي شهر رمضان تزدحم بالمسلسلات والبرامج والفقرات التي تنتظرها القلوب العطشى لمشاهدة الحكايات والبطولات ولرسم الفرح والضحكات، وهو ما اعتدنا عليه في شهر البهجة والسعادة. شهر رمضان الكريم، هو "المائدة الكبرى" التي تحتضن كل ما لذ وطاب من الأطباق والوجبات، وكذلك كل ما يُفرح من الصور والذكريات، شهر رمضان الفضيل أيقونة الشهور وموسم السرور. شهر رمضان الكريم عبق المكان وسحر الزمان.
نعيش أجواء رمضان الباردة التي أعادت لنا حكايات الطفولة المكتنزة بالفرح والذكريات، في وطن عزيز تتجلى فيه مظاهر هذا الشهر الفضيل الذي تحوّل إلى مصدر فرح وبهجة وسعادة.