مما رأيته من تطور سريع وإصلاحات عظيمة في جميع الاتجاهات في وطني، أحمد الله أن عشت لأراها تتحقق وقد كانت أحلامنا وأمنياتنا، أقول مما رأيت شعرت أن الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وهو القارئ المتابع المهتم الذي لا يفوته شيء مما يكتب أو يقال، كان يدون كل أمنيات وملاحظات ومقترحات أبناء هذا الوطن الغالي ونقدهم الهادف البناء ليتولى بحزم وعزم إجراء الإصلاحات بدءًا بالأهم، فبدأ بمربط الفرس وهو محاربة الفساد والذي إذا حورب بجد وعدم مجاملة ولا تهاون مع كائن من كان صلح الأمر كله.

ومن حسن حظ هذا البلد الأمين وعلامات توفيق الله له أن جعل الساعد الأيمن شاب ملهم قوي الهمة واسع الرؤية بعيد النظر هو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان فاجتمع العزم مع الحزم والهمة في التنفيذ مع إزالة لحجر العثرة أمام كل نجاح وهو الفساد.

الشواهد كثيرة والمشاهد يراها الأعمى ويسمعها من به صمم، فقد صلح كثير جدا من مواقع الخلل وبسرعة مذهلة، بل إن أمثلة القصور التي كنا نظنها عصية على التحسين أصبحت مثالا يستشهد به في تحقيق القفزات النوعية عالميا فلم تكن مجرد تحسن تدريجي أو بطيء بل تحول تام إلى القمة عالمياً وفي وقت وجيز، ولا تطلبْ مني أمثلة فالتطوير شامل وسريع وفي أحسن صورة، وشخصيًا أعزو كل إنجاز وطني عملاق وسريع إلى الجدية في محاربة الفساد وتعزيز النزاهة، كيف لا ومحاربة الفساد وتعزيز النزاهة هي من جعلت المقاول يعمل وهو لا يحسب حسابًا لطالب رشوة، والمنفذ ينفذ وهو يخشى تقصيرًا يتحمل عليه عقوبة لا يحجبها مرتشٍ، والمراقب يدون ملاحظاته بدقة وأمانة وحرص وإصرار خوفًا من تقصير يتبعه اتهام وتشهير.

كنت ومازلت شغوفًا جدًا بالأولويات؛ وكنت أرى أن من أولويات حقوق المرأة أن تستطيع المعلقة أن تقاضي من علقها وتجبره على الحضور لإنهاء معاناتها وإجراءات أولادها بعدل فتحقق ذلك بسرعة وكأحد أهم الأولويات وحصلت المعلقات على حقوقهن في وقت قياسي وبأقل جهد وأنهيت جل القضايا بالتقاضي عن بعد، وكنت أرى أن من أولويات حقوق المرأة أن تحصل المطلقة على ورقة الطلاق ونفقة الأطفال وتسجيلهم في المراكز الصحية والمدارس، وتحقق ذلك بضغطة زر جوال أو حاسوب وأنهيت معاناة طالت سنوات، وحصلت المعلقة والمطلقة والأرملة على حقوق ومميزات ما كن يحلمن بها، ثم عولجت البطالة بطرق جد حازمة حتى وصلت أرقام توظيف النساء والرجال وخفض البطالة خلال سنتين إلى أرقام لم نكن نحلم بها خلال عشر سنوات.

تمت معالجة جوانب الخلل الشديد في أمر الضمان الاجتماعي الذي كان يعاني من ذهاب جله لغير المستحقين وبيروقراطية تحرم المستحق الحقيقي فأصبح الضمان الاجتماعي يذهب للمستحق بيسر وسهولة وتثبت إلكتروني يسانده (حساب المواطن) و(حافز) و(تمهير) و(ريفي) و(نما) وغيرها من برامج وقنوات دعم محدودي الدخل ورواد الأعمال والمستثمرين.

تلك أمثلة لا ينكرها إلا جاحد، وليس فينا جاحد بحول الله، وليست قيادتنا -حفظها الله- في حاجة لمجاملة أو تزلف، لكن الرغد الذي نعيشه بفضل الله ثم بفضل قيادة حكيمة رحيمة منذ عهد المؤسس، طيب الله ثراه، وحتى هذه الأيام التي نحتفي فيها بالتأسيس يوجب علينا شكر الله أولاً ثم الامتنان لكل من ساهم في استمرار رغد العيش هذا والأمن والأمان وتحقيق أحلامنا.. وأكرر القول إن ما أراه يتحقق اليوم من إصلاحات شاملة يشعرني بأن الملك سلمان -أمد الله في عمره- كان يدون رغباتنا وملاحظاتنا وأمانينا ويحققها بسرعة مذهلة وأعمال بلا أقوال، ربنا لك الحمد.