على مستوى الدول والمؤسسات والأفراد لا يتحقق النجاح الحقيقي إلا بقيادات واعية مخلصة وجهود ذهنية وبدنية وخطط وأهداف واضحة واستثمار للموارد البشرية والطبيعية وفرق عمل تجمع بين الكفاءة والولاء والانتماء.

من أصدق العبارات التي تقال حول العمل والنجاح والأخطاء: (الإنسان الذي لا يرتكب الأخطاء هو الذي لا يعمل)، هذه مقولة يمكن أن تقال على الأفراد والمجتمعات والمنظمات، ويمكن أن يضاف إليها القول إن الذي لا يعمل قد يكون هو الأكثر ممارسة للانتقاد وتحديداً انتقاد الناجحين بهدف شيطنة النجاح. الذي لا يعمل يجد متعته في انتقاد الناجحين، هكذا هو حال بعض الأفراد وبعض الدول وبعض الأحزاب السياسية وبعض الوسائل الإعلامية.

من يمارس شيطنة النجاح مشغول جداً بهذه المهمة (العظيمة)، لا يجد وقتاً لكي يعمل وينجح مثل الآخرين أو لا يمتلك ما يؤهله للنجاح وليس لديه وقت للتطوير لكنه يجد وقتاً كافياً للثرثرة والانتقاد والخطابات وتوزيع الاتهامات والشكوك وملاحقة إنجازات الناجحين ليس بهدف الاستفادة والتعلم وإنما بهدف انتقادها والتقليل منها والتشكيك فيها!

الناجحون هم الذين لديهم أهداف واضحة، يعملون ويحاولون ويخطئون لكنهم لا يتوقفون عن المحاولة، يستفيدون من الأخطاء، يعالجونها، يتطورون، لا يستسلمون لليأس، يملكون الثقة، لا ينشغلون بانتقاد الآخرين. أعداء النجاح يستريحون على مقاعد الفشل، يتفرجون على الناجحين، يسخرون من النجاح!

أعداء النجاح لا يريدون أن ينجح أحد، فإذا تحقق النجاح فهو في نظرهم محل شك ونجاح يندرج تحت نظرية المؤامرة، الإحباط فقرة يومية ذات أولوية في برنامج أعداء النجاح، المناسبات التي يحتفلون بها هي فشل الآخرين أما فشلهم فهو الهواء الذي يتنفسون.

يتصف أعداء النجاح بصفة واضحة أو مهارة سهلة جداً وهي إصدار الأحكام والاتهامات والشكوك دون حاجة للأدلة، سلاحهم هو المهارات الصوتية وهو مكمن ضعفهم وعدم قدرتهم على دخول عالم النجاح.