سأل صحفي مدرب أحد فرق كرة القدم الأوروبية المتميزة عن سر نجاحه فكانت إجابته بكل بساطة: اللاعبين.. لم يتحدث عن نفسه وقدراته وخططه وأساليبه في العمل رغم أهمية كل ما سبق لكنه أعطى أهمية أكثر للفريق.

هذا هو الحال في كل مجال، فريق العمل المؤهل الذي يملك المعرفة والمهارات والشغف والطموح والاتجاهات الإيجابية، ويشارك في تحديد الأهداف واتخاذ القرارات، هذا الفريق هو عامل أساسي في منظومة النجاح. القيادة هي الرؤية واختيار الطريق وتحديد الأهداف والتوجيه والمتابعة والتقييم واختيار فريق العمل، الفريق بلا قائد لا بد أن يبرز له قائد من بين أفراده، هكذا يتحقق التناغم والانسجام والعمل نحو أهداف مشتركة واضحة للجميع ومتفق عليها. القائد رغم أهميته القصوى وتأثيره الجوهري في تحقيق النجاح يكمن أحد أسرار نجاحه في تقدير دور فريق العمل، كما تكمن في تحمل المسؤولية في حالة التعثر أو حدوث أخطاء. القيادي الناجح لا يبحث عن المبررات والأعذار والإسقاط على أسباب خارجية وإنما يقوم بكل ثقة بتقييم العمل بموضوعية ويبحث عن الأسباب والحلول، عندما يقدر القيادي فريقه وينسب له النجاح فهذا لا يعني أنه يقلل من دور القيادة، هذا التقدير للفريق هو من أبرز الصفات التي يتمتع بها القادة الناجحون، هي صفة لا تتوفر إلا في القيادي الواثق من نفسه.. الذي لا يتنافس مع فريق العمل بل ينافس بهم.

التقدير المتبادل بين القيادي وفريق عمله هو تعبير عن حالة من الانسجام والعلاقة القوية من الناحية المهنية والإنسانية بين الطرفين، وتعبير عن الثقة المتبادلة. كيف ينجح أي فريق عمل في أي مجال بدون بيئة عمل تهتم بالمهارات الناعمة مثلما تهتم بالمعرفة والمهارات المهنية؟ كيف نجعل فريق العمل مشاركا وليس منفذا فقط؟ كيف نجعل النجاح وفرص التقدم متاحة للجميع؟ كيف ننتبه إلى مساهمة الجميع مهما كانت المسميات أو المستويات الوظيفية؟