لقاء سياسي تاريخي في البيت الأبيض جمع بين الرئيس الأميركي ترمب ورئيس أوكرانيا زيلينسكي.. الهدف من اللقاء بحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتوقيع اتفاقية المعادن الأوكرانية النادرة.

كان من الواضح أن هذا اللقاء تأثر بما سبق من تصريحات من الطرفين ولكل رؤيته المختلفة، كان اللقاء تاريخياً وفريداً من زاوية مختلفة، لم يكن في طاولة اجتماعات يتقابل فيها الطرفان لمناقشة جدول أعمال واضح، كان جلسة عفوية سيطرت عليها الانفعالات والمقاطعات والغياب غير المعتاد للغة الدبلوماسية، جلسة يمكن وصفها بأنها لتبادل اللوم وليس للبحث عن الحلول، حديث في الماضي وليس حديثاً عن المستقبل، جلسة جمعت بين المسؤولين وبين الإعلاميين كأنما أريد لها أن تكون علنية، لم تكن هناك مفاوضات، كانت مشادات كلامية تقتل الوقت ولا تؤدي إلى نتيجة، المفاوضات تحتاج إلى تنظيم، ذلك اللقاء العاصف لم يكن منظمًا، ويبدو أن عنصر السرعة كان له أهمية قصوى لعقد اللقاء دون تأخير وربما جاء ذلك على حساب الإعداد والتنظيم.

هذا اللقاء العاصف لم ينجح لعدة أسباب منها ما سبقه من تصريحات، كما يبدو أنه لم يُعدّ تنظيميًا بشكل جيد، ولم يأخذ الطابع الرسمي المعتاد ولو حدث هذا فربما تكون النتيجة أفضل، كانت مشاركة أكثر من شخص في الحوار بطريقة غير منظمة أحد أسباب فشل اللقاء، إضافة إلى تبادل الاتهامات، إنه لقاء يعكس حالة التوتر في العلاقات الدولية والبحث عن طريقة توقف حرب روسيا وأوكرانيا وتحقق السلام بعدالة تنظر إليها كل دولة بمنظور مختلف تحكمها التحالفات والمصالح الاقتصادية. هذا هو التحدي الذي يواجه العالم في حرب أوكرانيا وفي غيرها من الحروب.

اللقاء العاصف أو الجلسة أو الاجتماع سيكون حالة تدريبية تدرس في الجامعات ومراكز التدريب لمناقشة عوامل نجاح وفشل الاجتماعات، وأساليب التفاوض والفرق بين المفاوضات التجارية والسياسية، وأهمية الاحترام المتبادل بين أطراف التفاوض.

يتطلع العالم إلى حوارات مستمرة تحقق السلام في كل مكان وفق معايير تنشد العدالة والأمن والازدهار للجميع.