تصعيد على أشده بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا خاصة وكذلك الصين والمكسيك والآن أتى دور «الاتحاد الأوروبي» بريطانيا لا تعتبر نفسها ضمن هذا الاتفاق الاقتصادي أو الوحدة الاقتصادية فلديها استقلالها أو هكذا يفترض، فآخر تحديثات الرسوم الجمركية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رفع من نسبة الرسوم على الحديد والصلب على كندا إلى 50 %!! وكذلك على الاتحاد الأوروبي بنسبة 25 %، وردت كل هذه الدول برفع الرسوم على المنتجات الأمريكية، ستجني منها أوروبا ما يقارب 25 مليار يورو بدءًا من أبريل القادم.
وكان الاتحاد الأوروبي أعرب عن «أسفه العميق» لقرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على الواردات من المكسيك وكندا، وإن هذا «يهدد بتعطيل التجارة العالمية» و»يهدد الاستقرار الاقتصادي على جانبي الأطلسي». وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية لشؤون التجارة أولوف جيل في بيان إن «الاتحاد الأوروبي يعارض بشدة التدابير الحمائية التي تقوض التجارة المفتوحة والعادلة. وندعو الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في نهجها والعمل على حل تعاوني قائم على أسس تعود بالنفع على جميع الأطراف».
الصين تعلن عن استعدادها للمواجهة مع العقوبات الأمريكية الجمركية، وأصبح العالم اليوم في حالة توتر وضبابية إلى أين يتجه الاقتصاد العالمي وهو بالكاد بدأ بالتعافي بعد أزمة «كورونا» وارتفاع الفائدة والتضخم الذي ألقى بظلاله حتى اليوم، لماذا الفرضية في وجهة النظر الأمريكية أن الكل مستفيد و»يستغل» الاقتصاد الأمريكي دون أن يكون أيضا هناك استفادة من الاقتصاد الأمريكي من هذه الدول؟! فهذه الدول كالمكسيك أو كندا أو الصين توفر منتجات أقل سعرا بكثير عن المنتج الأمريكي، مثل السيارات وحتى الآيفون الأمريكي الذي يصنع في «تشنغتشو» الصينية، فهذا يخفض التكاليف على المستهلك الأمريكي ولا يعني أن يعتمد على التصنيع الخارجي والاستيراد المستمر، ولكن هناك مجالات واسعة وقوة اقتصادية أمريكية تستطيع أن تنافس بها دول العالم وتصدر لها كقطاع التكنولوجي الذي يعتبر شبه محتكر للشركات الأمريكية فمن ينافس « مايكروسوفت – أبل – فيس بوك – يوتيوب – واتس أب.. الخ « فالأساس التجارة الدولية هو التبادل التجاري والمصالح فلا توجد دولة تستغني عن كل شيء وتكتفي لوحدها هذا لن يحدث لأي دولة، ومنظمة التجارة العالمية قائمة على تسهيل التجارة لا وضع عراقيل، قد تحقق مكاسب الإدارة الأمريكية على المدى القصير وتكسب ولكن ماذا عن المدى الطويل وأنت تواجه عدة دول ودخلت اليابان على الخط أيضا.. وهذا سيعني تضخم وفائدة ثابتة لا تخفيض، وقد ترتفع في أسوأ الأحوال، من يدري وفق هذه المعطيات كل شيء سيكون ممكنا.