حين يراجع العميل إحدى المؤسسات ذات العلاقة بالجمهور، ويتفاجأ أن موظف خدمة العملاء يقول له أنا أتذكرك وأتذكر موضوعك. هذه لقطة بسيطة لكنها ذات مدلول كبير ومؤشر على أن هذا الموظف يتمتع بالدقة والتركيز في عمله ولا نبالغ إذا قلنا إنه موظف مخلص في عملة ويعبر عن بيئة عمل إيجابية.

ذلك موقف عابر قد يبدو للبعض بسيطا لكنه بالنسبة لمن يهتم بالسلوك الإنساني في بيئة العمل موقف رائع لما يتضمنه من لمسة إنسانية. هذا السلوك من الموظف سيجعل المراجع يشعر أنه في أيدٍ أمينة.

تلك الملاحظة البسيطة على سلوك الموظف تفتح المجال للحديث عن مفهوم الإخلاص في العمل ومفهوم الرضا الوظيفي.

الحديث عن الإخلاص هو حديث عن الأمانة والنزاهة والحماس لأداء المهام وتحمل المسؤولية. من تتوفر فيه هذه الصفات من الموظفين في أي منظمة هو لا يتمتع بالرضا الوظيفي فقط وإنما هو جزء أساسي في توفير بيئة عمل إيجابية في أي منظمة يعمل فيها. أعداد كثيرة من الموظفين يتمتعون بهذه الصفات، مسؤولية المديرين والمشرفين ملاحظة ذلك للتعزيز والتحفيز والتقدير. الاكتفاء بالتقييم المختصر عبر التطبيق أن العميل راض عن الخدمة غير كاف للتعرف على أداء الموظف خاصة الأداء الإيجابي الخارج عن نطاق المهام المهنية المحددة تلك اللمسات الإنسانية التي يضيفها الموظف وكأنه يستضيفك في منزله.

الموظف المخلص يعمل بحماس وثقة، حريص على التعلم والتطور، متفاعل مع العملاء، يقوم بمهام إضافية تخدم مصلحة المنظمة التي يعمل فيها وتعزز صورتها الذهنية في المجتمع، صاحب مبادرات، متعاون مع زملاء العمل بما يحقق أهداف المنظمة.

العميل أو المراجع لأي منظمة في القطاعات المختلفة سيكتشف بيئة العمل من خلال سلوك الموظفين ابتداء من بوابة الدخول. التطور التقني وسهولة الإجراءات رغم أهميتها القصوى ليست بديلا للتعامل الإنساني. كلمة (لا) قد تقال للإنسان بطريقة غير مزعجة. على المنظمات تكثيف الدورات التي تنمي المهارات الناعمة لأن التقنية تظل ناقصة بدونها.