يُعدّ مسلسل "شارع الأعشى" من الأعمال الدرامية التي حاولت أن تعكس جانبًا من الحياة الاجتماعية في السعودية خلال حقبة زمنية معينة، إلا أنه وقع في فخ التركيز على القصص العاطفية والغراميات بشكل مبالغ فيه، مما أثار جدلًا حول مدى تمثيله الحقيقي لتلك الفترة. المسلسل، الذي كان يُفترض أن يكون نافذة على تاريخ المجتمع السعودي، تحوّل إلى سلسلة من العلاقات العاطفية المتشابكة وتمرد الفتيات على العادات والتقاليد، مما يعكس صورة مشوهة وغير متوازنة عن الواقع الاجتماعي في ذلك الوقت.
من الواضح أن المسلسل ركز بشكل كبير على الجانب العاطفي، متجاهلًا العديد من المنجزات الحقيقية التي شهدتها السعودية في تلك الحقبة. فبدلًا من تسليط الضوء على ازدهار التعليم وحركة الابتعاث التي أرسلت آلاف الطلاب والطالبات إلى دول العالم للدراسة، فضّل المسلسل أن يغوص في قصص الحب والعلاقات. كما أن التوسع العمراني ودعم الدولة لبناء المنازل وتحسين مستوى المعيشة، وهي إنجازات كبيرة، لم تحظَ بالاهتمام الكافي، بل تم اختزال تلك الفترة في صراعات عاطفية وخلافات بين الجيران. أيضًا، تم تصوير الفتيات في المسلسل بشكل يظهرهنّ في حالة تمرد دائم على العادات والتقاليد، وهو ما قد لا يعكس الواقع الاجتماعي لتلك الفترة بشكل دقيق. فبالرغم من أن المجتمع السعودي شهد تغيرات اجتماعية، إلا أن هذه التغيرات لم تكن بالضرورة تعني التمرد الكامل على القيم والتقاليد.. كان من الأفضل أن يُظهر المسلسل كيف كانت النساء في تلك الفترة يتحدّين الصعوبات بطرق أكثر واقعية، مثل السعي للتعليم والعمل، بدلًا من التركيز على العلاقات العاطفية فقط.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المسلسل أغفل دور الدولة في تحقيق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي، حيث كانت هناك جهود كبيرة لدعم المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم. كان من الممكن أن يُظهر المسلسل كيف ساهم هذا الرخاء في تغيير حياة الناس بشكل إيجابي، بدلًا من اقتصاره على الجوانب السلبية والخلافات الاجتماعية.
في النهاية، يمكن القول إن "شارع الأعشى" فشل في تقديم صورة متوازنة عن حقبة مهمة من تاريخ السعودية.. كان من الأفضل أن يركز على المنجزات الحقيقية التي شهدتها البلاد، بدلًا من الانغماس في قصص الحب والغراميات التي لا تعكس بشكل كامل طبيعة المجتمع السعودي في تلك الفترة.