أكد أنس محمد الجعوان المستشار التدريبي لـ (الرياض) ان العالم مليء بالتحديات والتنافسية مبيناً ان اللطافة تُعتبر صفة إيجابية تساعد على بناء علاقات قوية وصحية لكن ماذا لو أصبحت هذه اللطافة عبئًا يمنع الشخص من تحقيق أهدافه أو الدفاع عن حقوقه؟ هنا يظهر مفهوم “متلازمة الرجل اللطيف”، وهو نمط سلوكي يتبناه بعض الرجال الذين يسعون لكسب القبول من الآخرين بأي ثمن، حتى لو كان ذلك على حساب رغباتهم واحتياجاتهم الشخصية.
وعن متلازمة الرجل اللطيف قال هي مصطلح يُستخدم لوصف الرجال الذين يسعون جاهدين ليكونوا “جيدين جدًا” أو “مثاليين” في عيون الآخرين، خصوصًا في العلاقات العاطفية والاجتماعية. غالبًا ما يكون لديهم اعتقاد بأن اللطف المفرط والتضحية بالنفس سيؤديان إلى النجاح في العلاقات أو التقدير من الآخرين، لكنهم في المقابل يجدون أنفسهم محبطين، مستغلين، أو غير مقدَّرين، وتطرق إلى العلامات فقال هي إذا كنت تتساءل عما إذا كنت تعاني من هذه المتلازمة، فإليك بعض العلامات الشائعة: تجنب الصراع بأي ثمن – يتجنب الرجل اللطيف المواجهة، حتى عندما يكون ذلك ضروريًا لحماية حقوقه، والشعور بالاستحقاق مقابل اللطافة – يعتقد أن كونه لطيفًا سيؤدي حتمًا إلى الحصول على الحب والاهتمام الذي يستحقه، و وضع احتياجات الآخرين قبل نفسه دائمًا – يُفضّل راحة الآخرين على حساب راحته الشخصية، و صعوبة في قول “لا” – يجد صعوبة في رفض الطلبات، حتى لو كانت تسبب له الإزعاج أو الضرر، والسعي المستمر لإرضاء الآخرين – يسعى للحصول على القبول، ويخشى أن يكون غير محبوب أو مرفوضًا، كبت المشاعر والغضب – يحاول تجنب إظهار مشاعره السلبية، مما قد يؤدي إلى الإحباط والتوتر.
وعن الأسباب المحتملة لهذه المتلازمة فقال تنشأ هذه المتلازمة نتيجة عدة عوامل، منها: التنشئة والتربية: إذا نشأ الرجل في بيئة تعزز فكرة أن اللطف هو السبيل الوحيد للحصول على القبول، فقد يتبنى هذا السلوك لاحقًا، وتجارب سابقة: قد يكون قد تعرض للرفض أو الأذى عندما عبّر عن احتياجاته، مما جعله يفضل تجنب المواجهة، والتأثيرات الثقافية والمجتمعية: بعض الثقافات تعزز فكرة أن الرجل يجب أن يكون دائمًا مهذبًا ومتفهمًا، حتى لو كان ذلك على حساب نفسه.
والآثار السلبية لمتلازمة الرجل اللطيف فرغم أن اللطف سلوك إيجابي، إلا أن المبالغة فيه قد تؤدي إلى آثار سلبية، مثل: ضعف الحدود الشخصية: يجد الرجل اللطيف صعوبة في وضع حدود صحية، مما يجعله عرضة للاستغلال، والإحباط والتوتر: كبت المشاعر والاحتياجات يؤدي إلى الشعور بالإحباط والغضب المكتوم، وعدم التقدير: قد يعتاد الآخرون على لطفه المفرط، مما يجعلهم يقللون من شأن جهوده.
و مشاكل في العلاقات: قد يجد صعوبة في بناء علاقات متوازنة، حيث يكون دائمًا في دور “المعطي” دون الحصول على المقابل العادل.
وقال اذا كنت تعاني من هذه المتلازمة، فإليك بعض الخطوات التي قد تساعدك في تحقيق التوازن:
– لا بأس في وضع قيود على ما تقدمه للآخرين، ولا يجب أن تشعر بالذنب حيال ذلك، وعبّر عن مشاعرك بوضوح – الكبت ليس حلاً، من المهم أن تتحدث عن مشاعرك واحتياجاتك، وتحلَّى بالثقة بالنفس
– قيمتك لا تعتمد على رضا الآخرين عنك، بل على قناعتك بنفسك، و تعلم المواجهة بأسلوب صحي
– لا تخف من المواجهة عندما يكون ذلك ضروريًا للحفاظ على حقوقك وعلاقاتك الصحية. وركز على تطوير ذاتك
– اهتم بتحقيق أهدافك الشخصية دون الحاجة إلى إثبات نفسك للآخرين.
والمح أن تكون لطيفًا ليس عيبًا، لكن عندما تصبح اللطافة وسيلة لتجنب الرفض أو لكسب القبول بأي ثمن، فإنها تتحول إلى عبء نفسي واجتماعي. التوازن بين اللطف والوضوح في العلاقات هو المفتاح لحياة أكثر صحة ورضا. تذكر دائمًا أن احترامك لذاتك لا يقل أهمية عن احترامك للآخرين.