في العلاقات الزوجية، تظل الخيانة من أكثر المواضيع حساسية وتعقيدًا، وغالبًا ما يسعى الخائن إلى تبرير تصرفاته للتهرب من الشعور بالذنب أو لإقناع نفسه والآخرين بوجود مبرر منطقي لما قام به، هذا ما أوضحه المستشار والباحث في المهارات أنس محمد الجعوان، في حديثه لصحيفة "الرياض"،مبيّنًا أن هذه المبررات، مهما بدت منطقية للبعض، لا تعني بالضرورة أنها حقيقية، بل قد تكون مجرد غطاء لرغبة داخلية بالخيانة أكثر من كونها رد فعل على سلوك الطرف الآخر، متسائلًا: "هل هذه التبريرات حقيقية أم أنها مجرد غطاء لرغبة دفينة في الخيانة؟"

الخيانة ليست لحظة ضعف.. بل خيار شخصي

يؤكد الجعوان أن الخيانة لا تحدث فجأة أو بشكل لحظي، بل هي نتيجة تراكمات نفسية، لكنها في النهاية تظل قرارًا شخصيًا بالكامل. ويضيف: “قد تكون هناك مشاكل حقيقية في العلاقة، لكن ذلك لا يجعل الخيانة خيارًا حتميًا. الشخص الذي يلجأ إليها كان يمتلك بدائل أخرى، مثل المصارحة، محاولة الإصلاح، أو حتى الانفصال إن استحال الحل.”

هل الانتقام مبرر؟

يتطرق الجعوان إلى أحد أكثر المبررات شيوعًا، وهو تبرير الخيانة كرد فعل انتقامي، موضحًا أن الرد بالخيانة لا يحل المشكلة بل يعقدها. “الشخص الذي يخون انتقامًا يكون في كثير من الأحيان لديه استعداد داخلي للخيانة، لكنه ينتظر فقط المبرر المناسب لإراحة ضميره”، مشددًا على أن العلاقات الصحية تُبنى على المواجهة الصادقة، وليس على الانتقام العاطفي.

الرغبة الداخلية والمحفزات الخارجية

يوضح الجعوان أن الرغبة في الخيانة قد تكون كامنة لدى بعض الأشخاص، لكنها تحتاج إلى محفز خارجي لإطلاقها، مثل الضغوط النفسية أو الشعور بالخذلان. لكنه يؤكد: “في النهاية، يبقى القرار نابعًا من الداخل، وليس مجرد رد فعل تلقائي لما يحدث في الخارج.”

المسؤولية الفردية ومواجهة الحقيقة

يشدد الجعوان على أن الشخص الناضج يتحمل مسؤولية قراراته، قائلاً: “الخيانة ليست نتاج تصرفات الطرف الآخر، بل قرار داخلي بالخروج عن الالتزام العاطفي والأخلاقي في العلاقة. إذا كانت هناك مشاكل، فالحوار والمصارحة هي الحل، وليس الخيانة التي لن تزيد الأمور إلا تعقيدًا.”

هل تبحث عن حل أم عن مبرر؟

يختتم الجعوان حديثه بالتأكيد على أن التحجج بالانتقام لتبرير الخيانة هو مجرد خداع للنفس قبل الآخرين، وأن العلاقات القوية لا تُبنى على الأخطاء المتبادلة، بل على الصدق والاحترام المتبادل والسعي لحل المشكلات بالحوار.

ويطرح سؤالًا مهمًا لكل من يجد نفسه في هذا الموقف: "هل تبحث عن حل لمشكلتك، أم أنك فقط تسعى لإيجاد مبرر لرغبة كانت موجودة بداخلك منذ البداية؟"